يُشكّل قرار إغلاق متجر “ذا باي” التاريخي في قلب مدينة تورنتو محطة مفصلية في المشهد التجاري والعمراني للمدينة، إذ يترك هذا الرحيل فراغًا ضخمًا في أحد أكثر المواقع الحيوية والاستراتيجية، ما يثير تساؤلات واسعة حول مستقبل هذا الفضاء الرمزي.
يقع المتجر في تقاطع شارعي يونغ وكوين، وهو موقع لطالما ارتبط بالحركة التجارية النشطة والحضور الكثيف للمتسوقين والسياح. ومع تراجع قطاع البيع بالتجزئة التقليدي لصالح التجارة الإلكترونية، باتت مساحات تجارية كبرى كهذه تواجه مستقبلًا غامضًا.
ما الخيارات المطروحة؟
العديد من الخبراء في شؤون التخطيط الحضري يدعون إلى استثمار هذا الموقع في مشاريع متعددة الاستخدامات، تجمع بين الإسكان والمرافق الثقافية والمجتمعية. فيما يقترح آخرون تحويله إلى مركز تكنولوجي أو أكاديمي يحتضن الابتكار ويعزز الاقتصاد المحلي.
وفي ظل أزمة السكن المتفاقمة، يطالب البعض بتحويل المبنى إلى وحدات سكنية ميسورة التكلفة، فيما يرى آخرون أن استغلاله لأغراض عامة مثل مكتبة كبرى أو متحف حضري قد يمنح الموقع حياة جديدة تعكس تنوع المدينة وتطلعات سكانها.
تحوّلات ما بعد الجائحة
رحيل “ذا باي” لا يمثّل مجرد إغلاق لمتجر شهير، بل يعكس تحوّلات أعمق في سلوك المستهلكين، وأنماط العمل والحياة بعد الجائحة. ومع هذا التحول، تبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة تُعيد تنشيط وسط المدينة وتحافظ على هويته الحيوية.
القرار النهائي بشأن مصير هذا الموقع سيعكس، بشكل أو بآخر، كيف تنظر تورنتو إلى مستقبلها: هل ستعيد بناء وسطها بما يخدم الصالح العام؟ أم ستترك الفرصة تمضي دون استثمارها لصالح مجتمعها المتعدد والمتنوع