دعا عدد من علماء نفس الأطفال إلى إعادة النظر في الطريقة التي تعتمدها المدارس لتكريم الطلاب عند التخرج، مؤكدين أن التركيز الحصري على الجوائز الأكاديمية قد يغفل جوانب مهمة من تطور الطفل ورفاهيته.
وبحسب تقرير نشره موقع CTV News، يرى الخبراء أن أنظمة الجوائز الحالية تميل إلى تكريس التقدير للطلبة أصحاب أعلى العلامات، بينما تتجاهل قيمًا أساسية مثل المثابرة، واللطف، والإبداع، والتعاون، وهي صفات تلعب دورًا حيويًا في نجاح الطفل على المدى الطويل.
وتوضح الدكتورة ديانا بريسمان، عالمة نفس الأطفال في جامعة كالغاري، أن هذا النهج قد يؤدي أحيانًا إلى شعور الطلاب الآخرين بأن مساهماتهم غير مرئية أو أقل قيمة، مما ينعكس سلبًا على تقديرهم لذاتهم. وتضيف: “عندما يشعر الأطفال أن جهودهم لا تُقدّر إلا إذا كانت تتماشى مع معايير محددة للغاية، فإن ذلك قد يؤثر على دافعهم الداخلي للتعلم والتطور.”
ويدعو الخبراء إلى اعتماد مقاربة أوسع نطاقًا تكرّم التنوع في القدرات والإنجازات. ويقترحون على المدارس إنشاء فئات تقدير جديدة تشمل مكافآت للسلوك الإيجابي، والتقدم الملحوظ، والالتزام الاجتماعي، والروح القيادية، بما يعزز بيئة تعليمية أكثر شمولًا وتوازنًا.
في المقابل، يشير بعض المدافعين عن جوائز التفوق الأكاديمي إلى أن الاعتراف بالإنجازات الدراسية يظل حافزًا مهمًا للكثير من الطلاب، لكنهم يقرّون أيضًا بأن التغيير في آليات التكريم يمكن أن يساهم في رفع مستوى الرفاه النفسي والاندماج بين الطلبة.
ويخلص التقرير إلى أن هذا النقاش يعكس تحوّلات أوسع في فهم احتياجات الأطفال النفسية والتربوية، وسط دعوات متزايدة لوضع نماذج تقدير تُراعي التنوّع والشمول، بعيدًا عن المعايير التقليدية التي لا تعبر عن إمكانات جميع الطلاب