تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق منذ فجر الجمعة، بعدما شنّت إسرائيل عملية جوية واسعة النطاق استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، فيما تواصل طهران الرد عبر موجات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
العملية الإسرائيلية: “الأسد الصاعد”
فجر الجمعة، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا خاطفًا استهدف منشآت حساسة في طهران وأصفهان وحافَر، في عملية حملت اسم “الأسد الصاعد”. وأسفرت الضربات، وفق تقارير إعلامية ومصادر استخباراتية، عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بينهم رئيس الأركان محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إلى جانب ستة علماء مرتبطين بالبرنامج النووي.
إيران ترد: ضربات صاروخية وهجمات مسيّرة
ردًا على الغارات، أطلقت إيران عدة موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه أهداف عسكرية ومدنية داخل إسرائيل. وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية، صباح الأحد، ببدء “موجة جديدة” من الهجمات الصاروخية، وسط تأهب أمني إسرائيلي واسع النطاق. ودوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة وسط البلاد وجنوبها، فيما فعّلت إسرائيل أنظمة “القبة الحديدية” و”حيتس” لاعتراض التهديدات.
استنفار داخلي واستعداد للأسوأ
أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تفعيل “وضع الطوارئ”، وشملت الإجراءات وقف الدراسة والأنشطة العامة في تل أبيب والجنوب. وشهدت المتاجر الكبرى إقبالًا كثيفًا من السكان لتخزين المواد الغذائية والطبية تحسبًا لأي تصعيد إضافي.
وفي خطاب متلفز، حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن “الحرب لن تكون بلا ثمن”، داعيًا الإسرائيليين إلى “الاستعداد للبقاء في الملاجئ لفترة أطول مما اعتادوا عليه”.
المواقف الدولية: قلق وتحذير من الانزلاق
أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن “قلق بالغ” من التصعيد الأخير، داعين إلى ضبط النفس وتجنب انزلاق المنطقة نحو مواجهة إقليمية شاملة. في المقابل، أكدت واشنطن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما كشفت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل “ضوءًا أخضر” غير معلن لتنفيذ الضربة الأولى، وفق ما نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر إسرائيلية.
إيران تلوّح بالتصعيد النووي
وفي تطور لافت، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إيران تدرس الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، في ظل ما وصفته بـ”عدوان عسكري مباشر يستهدف سيادتها”.