في خطوة تعكس التضامن الحزبي، أعلن النائب المحافظ داميان كوريك عن نيته الاستقالة من مقعده في دائرة “باتل ريفر-كروفوت” في ألبرتا، لإتاحة الفرصة لزعيم الحزب، بيير بويليفر، للترشح في الانتخابات الفرعية المقبلة، وذلك عقب خسارته المفاجئة في دائرته السابقة “كارلتون” بأونتاريو خلال الانتخابات الفيدرالية التي جرت في 28 أبريل 2025.
خلفية الانتخابات
شهدت الانتخابات الفيدرالية لعام 2025 فوز الحزب الليبرالي بقيادة مارك كارني بـ168 مقعدًا، مما مكّنه من تشكيل حكومة أقلية. في المقابل، حصل حزب المحافظين على 144 مقعدًا، رغم تحقيقه لأعلى نسبة تصويت منذ عقود بلغت 41.3%، معززًا حضوره في مناطق مثل أونتاريو وكولومبيا البريطانية.
خسارة بويليفر ومبادرة كوريك
خسر بيير بويليفر مقعده في دائرة “كارلتون” لصالح المرشح الليبرالي بروس فانجوي، بفارق حوالي 4,000 صوت. تُعتبر هذه الخسارة من الحالات النادرة التي يُهزم فيها زعيم حزب كبير في دائرته. استجابةً لذلك، أعلن داميان كوريك، الذي أعيد انتخابه بنسبة تجاوزت 80% في دائرة تُعد من معاقل المحافظين، عن استقالته لإتاحة المجال لبويليفر للعودة إلى البرلمان من خلال الانتخابات الفرعية.
الإجراءات المقبلة
بموجب القانون، لا يمكن لكوريك تقديم استقالته رسميًا إلا بعد أدائه اليمين كنائب، وهو ما يتطلب الانتظار حتى نشر نتائج الانتخابات في الجريدة الرسمية. بعد ذلك، سيُصدر الحاكم العام أمرًا بإجراء انتخابات فرعية في الدائرة. أعرب رئيس الوزراء مارك كارني عن التزامه بتسريع هذه العملية لضمان عودة بويليفر إلى البرلمان في أقرب وقت ممكن.
أهمية دائرة “باتل ريفر-كروفوت”
تُعتبر هذه الدائرة من أكثر الدوائر دعمًا لحزب المحافظين في كندا، حيث حصل مرشحو الحزب فيها على نسب تصويت تجاوزت 80% في الانتخابات الأخيرة. هذا يجعلها خيارًا استراتيجيًا لبويليفر للعودة إلى البرلمان وتعزيز موقعه كزعيم للمعارضة.
التحديات المستقبلية
حتى عودة بويليفر إلى البرلمان، سيكون غير مؤهل لتولي منصب زعيم المعارضة رسميًا، مما يستدعي تعيين زعيم مؤقت في مجلس العموم. تُعد هذه الفترة حاسمة لحزب المحافظين لإعادة تنظيم صفوفه والاستعداد للتحديات المقبلة، خاصة في ظل حكومة أقلية قد تواجه اختبارات سياسية متعددة.
تُظهر هذه التطورات الديناميكية السياسية في كندا، حيث تتطلب القيادة الحزبية مرونة واستجابة سريعة للتغيرات، مع الحفاظ على وحدة الصف وتعزيز الثقة بين القاعدة الشعبية والقيادة.