تورونتو – دافع الزعيم السابق لحزب المحافظين الكندي، أندرو شير، عن بيير بوليفير في أعقاب الخسارة الانتخابية الأخيرة، مؤكدًا أن زعيم الحزب “باقٍ بلا شك” في منصبه، وهاجم بشدة الانتقادات التي وُجهت له من قبل عدد من رؤساء حكومات المقاطعات، وفي مقدمتهم رئيس حكومة أونتاريو، دوغ فورد.
وفي مقابلة مع شبكة CP24، قال شير إن بوليفير لا يزال يحظى بدعم قوي داخل الحزب وبين القواعد الشعبية، مشيرًا إلى أن الحملة الانتخابية التي قادها “رفعت من مستوى التأييد للحزب إلى مستويات غير مسبوقة”، رغم فشل الحزب في تحقيق فوز حاسم في الانتخابات، وخسارة بوليفير لمقعده النيابي في منطقة كارلتون التي شغلها لعقدين من الزمن.
وأضاف شير أن “الدعوات التي صدرت عن بعض رؤساء الحكومات لتغيير القيادة غير مبررة، وتُضعف وحدة الحزب في وقت نحن أحوج فيه إلى التماسك”، معتبرًا أن هذه التصريحات تصب في مصلحة خصوم الحزب السياسيين.
وقد جاءت تصريحات شير في وقت تصاعدت فيه حدة الانتقادات الموجهة إلى بوليفير من قبل عدد من القادة المحافظين الإقليميين، وعلى رأسهم دوغ فورد، الذي أقر بوجود توتر في العلاقة بين حزبه – التقدمي المحافظ في أونتاريو – وبين المحافظين الفيدراليين.
وكشف فورد أن حملة بوليفير أوفدت من يطلب من أعضاء حزبه عدم دعم حملته المحلية، وهو ما وصفه بأنه “سلوك غير منطقي ومثير للسخرية”، وأوضح أن العلاقة بين الطرفين كانت تفتقر إلى الحد الأدنى من التنسيق أو حتى الحوار، قائلاً: “كل ما عليهم فعله هو إجراء مكالمة هاتفية واحدة، لكن هذا لم يحدث”.
ويأتي هذا التوتر بعد أن اختار فورد عدم المشاركة في الحملة الانتخابية الفيدرالية، وهو ما فسّره البعض بأنه موقف احتجاجي من أداء بوليفير، خاصة أن مدير حملة فورد، كوري تينيك، كان قد اتهم علنًا فريق بوليفير بـ”سوء الإدارة الانتخابية”، مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا تقدمهم في استطلاعات الرأي عبر رسائل سلبية ونزعة حزبية مفرطة”.
من جهته، دافع بوليفير عن أدائه، مؤكدًا أنه يعتزم البقاء على رأس الحزب، ويتواصل حاليًا مع أعضاء الكتلة البرلمانية وأنصاره تمهيدًا للمرحلة المقبلة، كما يخطط للعودة إلى مجلس العموم عبر الترشح في دائرة جديدة.
وفي وقت سابق، رد النائب المحافظ الفيدرالي، جامل جفاني، على تصريحات فورد، متهماً إياه بأنه “أصبح أداة دعائية لليبراليين”، وأن سلوك حكومته “أثر سلبًا على حظوظ المحافظين في الفوز بالانتخابات”.
ومع تصاعد الخلافات بين الجناحين الفيدرالي والإقليمي للحزب، يواجه المحافظون تحديات داخلية حقيقية تتطلب مراجعة سياسية شاملة، وإعادة ضبط العلاقات بين قيادات الحزب على المستويين الفيدرالي والمحلي، لضمان استعادة الثقة والتماسك في صفوفهم استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.