أوتاوا – وسط تصاعد التوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، يبرز اسم مارك كارني، الحاكم السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، كقائد يتمتع بخبرة فريدة لمواجهة المرحلة المقبلة، بعد أن قاد الحزب الليبرالي إلى فوز انتخابي تاريخي في 2025.
كارني، المعروف بدوره المحوري في إدارة الأزمات الاقتصادية العالمية، يستعد الآن لقيادة كندا عبر ما يبدو أنه بداية مواجهة تجارية شرسة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تلمّح إلى احتمال فرض رسوم جمركية جديدة، وإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية الثنائية.
في تقرير نشرته شبكة CTV News، وصف كارني بأنه “خبير اقتصادي من الطراز الأول” يتمتع بقدرة عالية على اتخاذ قرارات مدروسة تحت الضغط، مشيرة إلى أن سيرته في إدارة الأزمات، مثل الأزمة المالية العالمية عام 2008، تعزز من ثقة الأسواق والدبلوماسيين بقدرته على حماية المصالح الكندية في مرحلة مضطربة.
وقال التقرير إن كارني قد يكون الخيار الأمثل لموازنة الرد على تهديدات ترامب دون الانجرار إلى تصعيد غير محسوب، مشدداً على أن توجهه يميل إلى “البراغماتية الصارمة” بدل الشعبوية، مع الحرص على الدفاع عن السيادة الاقتصادية الكندية.
ويُنتظر من حكومة كارني الجديدة أن تنتهج مساراً مزدوجاً يجمع بين التصعيد الدبلوماسي المدروس، واستخدام أدوات التجارة الدولية في مواجهة الخطوات الأميركية المحتملة. ويرى مراقبون أن كندا، تحت قيادة كارني، ستسعى إلى تحشيد دعم دولي، وتفعيل القنوات القانونية في منظمة التجارة العالمية، لتفادي تحول الخلافات إلى حرب تجارية شاملة.
ويعد هذا المنعطف اختباراً مبكراً وحاسماً لرئيس الوزراء الجديد، الذي يراهن عليه الليبراليون لإعادة تموضع كندا على الساحة الدولية كشريك قوي وندّ لا يُستهان به في مواجهة السياسات الأحادية لواشنطن.