تورونتو – عرب كندا نيوز
يشهد قطاع السياحة الأميركي تراجعًا حادًا في أعداد الزوار الكنديين، نتيجة تصاعد التوترات التجارية والسياسية بين البلدين، مما يهدد بخسائر اقتصادية تُقدّر بمليارات الدولارات.
انخفاض ملحوظ في أعداد المسافرين الكنديين
أفادت تقارير بأن حجوزات الرحلات الجوية من كندا إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة تصل إلى 75% في أبريل مقارنة بالعام السابق، مع استمرار هذا الانخفاض بنسبة تزيد عن 70% حتى سبتمبر المقبل. كما سجلت حركة المرور البرية تراجعًا بنسبة 32% في مارس، وفقًا لبيانات هيئة الإحصاء الكندية .
أسباب متعددة وراء التراجع
يُعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية، بالإضافة إلى تصريحات مثيرة للجدل حول إمكانية ضم كندا كـ”الولاية 51”، مما أثار استياءً واسعًا بين الكنديين. كما ساهمت الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود، بما في ذلك عمليات التفتيش والاحتجاز، في زيادة مخاوف المسافرين الكنديين .
تأثيرات اقتصادية سلبية على الولايات المتحدة
تُعد كندا أكبر مصدر للسياح إلى الولايات المتحدة، حيث أنفق الكنديون حوالي 20.5 مليار دولار أميركي في عام 2024. وتُشير التقديرات إلى أن انخفاضًا بنسبة 10% في أعداد الزوار الكنديين قد يؤدي إلى خسائر تصل إلى 2.1 مليار دولار أميركي وفقدان 14,000 وظيفة في قطاع السياحة الأميركي .
تحول في وجهات السفر الكندية
في ظل هذه التوترات، يفضل العديد من الكنديين قضاء عطلاتهم داخل البلاد أو التوجه إلى وجهات بديلة مثل المكسيك وأوروبا. وقد أطلقت بعض المقاطعات الكندية حملات ترويجية لتشجيع السياحة الداخلية، مما ساهم في زيادة الإقبال على الوجهات المحلية .
ردود فعل سياسية وشعبية
دعا رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو المواطنين إلى دعم المنتجات والخدمات المحلية كوسيلة للرد على السياسات الأميركية. كما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملات واسعة تدعو إلى مقاطعة السفر إلى الولايات المتحدة، مما يعكس تصاعد المشاعر الوطنية بين الكنديين .
مع استمرار التوترات بين البلدين، يُتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في التأثير على قطاع السياحة الأميركي، مما يستدعي مراجعة السياسات الحالية لتفادي المزيد من الخسائر الاقتصادية.