واشنطن – عرب كندا نيوز
في تطور يعكس تداعيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عادت طائرة ركاب من طراز “بوينغ 737 ماكس” إلى الولايات المتحدة من الصين، بعد أن تعذر على المصنع الأميركي العملاق تسليمها إلى الزبون الصيني بسبب التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين.
الطائرة، التي كانت قد شُحنت إلى الصين قبل سنوات بانتظار الموافقات النهائية، أعيدت إلى الأراضي الأميركية مؤخرًا، وسط تصاعد التوترات التجارية بين البلدين وإخفاق المحادثات الثنائية في تحقيق اختراق يسمح باستئناف تسليم الطائرات الأميركية إلى الشركات الصينية.
ووفق ما ذكرته شبكة “سي تي في نيوز”، فإن هذه الطائرة تُعد واحدة من عشرات الطائرات الجاهزة التي لم تتمكن بوينغ من تسليمها إلى الصين، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على الشركة التي تعاني أساسًا من مشكلات في سلاسل التوريد وقيود تنظيمية خانقة.
حرب الرسوم الجمركية تُعقّد المشهد
تأتي عودة الطائرة في وقت أعادت فيه إدارة الرئيس ترمب فرض رسوم جمركية على مجموعة واسعة من السلع القادمة من الصين، في إطار سياسة “المعاملة بالمثل” الهادفة لإجبار بكين على فتح أسواقها وتقليص العجز التجاري.
ويبدو أن هذه الإجراءات طالت قطاع الطيران بشكل مباشر، إذ لم تُصدر الصين أي موافقة جديدة على تسلم طائرات بوينغ منذ عام 2019، ما يجعل هذه العودة مؤشرًا واضحًا على الجمود الذي يشوب العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
بوينغ في موقف معقد
مصادر مطلعة أكدت أن الشركة الأميركية اضطرت لإعادة الطائرة للاستفادة منها في السوق المحلية أو إعادة تخصيصها لشركات طيران أخرى خارج الصين، وهو ما يزيد التحديات اللوجستية والتجارية أمام “بوينغ” التي كانت تأمل في أن تعود السوق الصينية لتكون أحد أبرز عملائها بعد جائحة كوفيد-19.
ويُذكر أن الصين كانت حتى عام 2018 ثاني أكبر زبون عالمي لطائرات بوينغ، لكن الحرب التجارية والعقوبات التكنولوجية المتبادلة أوقفت جزءًا كبيرًا من الصفقات بين الطرفين.
أزمة أوسع للصناعة الأميركية؟
الخبراء يرون أن هذا الحادث ليس معزولًا، بل يمثل رمزًا لحالة عدم اليقين التي تضرب القطاع الصناعي الأميركي في ظل تصعيد الإجراءات التجارية. إذ تواجه شركات أخرى – مثل جنرال موتورز وتسلا – صعوبات مماثلة في أسواق التصدير الرئيسية بفعل الإجراءات الانتقامية بين واشنطن وبكين.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه السياسات إلى تراجع مكانة الصناعات الأميركية في الأسواق العالمية، ما لم يتم التوصل إلى تسوية تجارية تُعيد الثقة والتدفق السلس للسلع والخدمات عبر الحدود.