آخر الأخبار

روما تستعد لجولة جديدة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران بوساطة عمانية ودعم إيطالي

روما – عرب كندا نيوز

في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس تصاعد الزخم الدولي لاستئناف المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، استقبل وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، يوم الجمعة في العاصمة روما، نظيره العماني بدر البوسعيدي، الذي يؤدي دور الوسيط في هذه المحادثات الحساسة، قبل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات المرتقبة اليوم السبت.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها سلطنة عمان الأسبوع الماضي، والتي وصفتها الأطراف المعنية بـ”الإيجابية”، وسط آمال بإمكانية إحراز تقدم ملموس نحو إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان رسمي إن الوزير تاياني “رحّب بالجهود العمانية الهادفة إلى تسهيل الحوار بين واشنطن وطهران”، مؤكداً “الدعم الكامل من جانب إيطاليا للوساطة العمانية”. كما شدد على أن بلاده “مستعدة للمساهمة في أي مبادرة إضافية تدفع باتجاه السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.

وفي تغريدة له على منصة “إكس”، أكد تاياني أن روما “ستعمل على تسهيل المحادثات المقبلة”، مشيراً إلى “انفتاح إيطاليا على لعب دور فاعل في تقريب وجهات النظر بين الجانبين”.

من جهته، عبّر الوزير العماني بدر البوسعيدي عن “تقديره العميق” للموقف الإيطالي، مثمناً استعداد روما لتوفير بيئة هادئة ومحايدة للحوار، كما أشاد بالتعاون الوثيق مع الخارجية الإيطالية في هذا المسار الحساس.

طهران تحدد خطوطها الحمراء

وفي سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني مطّلع على مسار المفاوضات أن طهران أبلغت واشنطن، خلال جولة المحادثات الأخيرة في مسقط، استعدادها للقبول ببعض القيود التقنية على تخصيب اليورانيوم، لكنها طالبت بـ”ضمانات قوية” بأن الولايات المتحدة، في حال التوصل إلى اتفاق جديد، لن تنسحب منه مجددًا في حال تغير الإدارة الأميركية.

وأشار المصدر الإيراني، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيقود الوفد الإيراني في جولة روما، وسيجتمع بالمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في مفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط العماني.

وأوضح المصدر أن طهران لن تتنازل عن “الخطوط الحمراء” التي حددها المرشد الأعلى علي خامنئي، وعلى رأسها: رفض تفكيك أجهزة الطرد المركزي، وعدم القبول بتخفيض المخزون من اليورانيوم المخصب إلى ما دون مستويات اتفاق عام 2015، ورفض إدراج برنامجها الصاروخي ضمن بنود التفاوض.

كما أكد المسؤول الإيراني أن إيران أبدت استعدادها الكامل للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تعهدات بإثبات سلمية برنامجها النووي، لكنها اشترطت رفع العقوبات الأميركية على القطاعين النفطي والمالي كجزء من أي تسوية مرحلية.

دعم إيطالي متنامٍ للعملية الدبلوماسية

وتعتبر روما، بحسب بيان الخارجية الإيطالية، أن حل المسألة النووية الإيرانية يشكل “عنصرًا محوريًا في جهود الاستقرار الإقليمي”، مؤكدةً أن الوزير تاياني يجري منذ أشهر اتصالات متواصلة مع نظيره الإيراني ومع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إضافة إلى تنسيقه المباشر مع الإدارة الأميركية.

يُذكر أن جولة المفاوضات المرتقبة في روما اليوم السبت قد تفتح المجال أمام انخراط أوسع لأطراف أوروبية في مسار إعادة إحياء الاتفاق النووي، في ظل أزمات إقليمية متصاعدة، أبرزها الحرب في غزة، والملف السوري، وانهيار مسارات التهدئة في المنطقة.

ويبقى السؤال الأساسي الذي تطرحه واشنطن على طاولة التفاوض، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي: “هل تمتلك إيران الإرادة السياسية للدخول في حوار جاد يجنب الجميع خيارات أكثر خطورة؟”

الإجابة عن هذا السؤال قد تبدأ في التبلور من روما.