نيويورك – عرب كندا نيوز
في واحدة من أكثر مقالاته حدة، شن الكاتب الأميركي البارز توماس فريدمان هجومًا لاذعًا على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدًا أن فوز الأخير بولاية ثانية لم يكن مدفوعًا برؤية لمستقبل أميركا، بل برغبة في الانتقام من خصومه وتجنّب الملاحقة القانونية.
وفي مقاله الذي نُشر اليوم في صحيفة نيويورك تايمز، قال فريدمان بوضوح: “لقد ترشح لولاية أخرى ليس لأن لديه مفتاحًا لنقل أميركا إلى القرن الـ21، بل لأنه يسعى لتجنّب السجن، ولكي ينتقم من أولئك الذين حاولوا محاسبته بأدلة حقيقية أمام القانون.”
ويأتي هذا الاتهام في سياق انتقادات أوسع وجهها فريدمان لسياسات ترامب، معتبرًا أن سلوك الرئيس الأميركي يهدد القواعد التي قامت عليها الولايات المتحدة كدولة ديمقراطية مزدهرة ومحترمة عالميًا.
سياسات شعبوية وفوضى جمركية
فريدمان لفت إلى “القرارات الجنونية” التي اتخذها ترامب في ولايته الثانية، ومن بينها توقيع أمر تنفيذي لإحياء صناعة الفحم، في وقت يسعى فيه إلى تقليص تمويل تطوير الطاقة النظيفة. كما وصف نهجه في فرض الرسوم الجمركية بـ”المتقلّب والفوضوي”، محذرًا من أن هذه السياسة لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة الاقتصادية والضعف الاستراتيجي للولايات المتحدة.
هجوم على الحلفاء وانحراف عن القيم
وقال فريدمان إن ترامب لا يتردد في مهاجمة أقرب حلفاء الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى تآكل مكانة أميركا الدولية. وأضاف: “هذه المهزلة باتت تمسّ كل مواطن أميركي، في ظل رئيس لا يقود البلاد نحو المستقبل بل يسعى للانتقام الشخصي.”
تحذير من مستقبل قاتم
واختتم فريدمان مقاله بالتحذير من أن استمرار هذا المسار قد يجعل أميركا “أقل ازدهارًا، وأكثر عزلة، وأقل احترامًا في نظر العالم”، داعيًا الشعب الأميركي إلى التفكير الجدي في عواقب اختيار قيادات لا تستند إلى القيم التي أرست دعائم الجمهورية الأميركية.