تورنتو – عرب كندا نيوز
شهدت الساحة السياسية الكندية مساء الخميس مناظرة القادة الفيدراليين الثانية باللغة الإنجليزية، في محطة محورية ضمن الحملة الانتخابية الجارية، حيث واجه زعماء الأحزاب الخمسة الكبرى بعضهم البعض في نقاشات حادة حول قضايا الاقتصاد، الإسكان، الهجرة، الأمن، والضرائب.
شارك في المناظرة كل من زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني، وزعيم حزب المحافظين بيير بوليفير، وزعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ، وزعيمة حزب الخضر إليزابيث ماي، وزعيمة كتلة كيبيك مارتين أوبراين، حيث تميزت الجلسة بتبادل الانتقادات وطرح وعود انتخابية رئيسية.
الاقتصاد والتضخم في صدارة الملفات
تناول كارني أداء الحكومة الليبرالية في مواجهة التحديات الاقتصادية، مشددًا على أن سياسته تهدف إلى “تحقيق نمو عادل ومستدام”، ودافع عن موقفه من الرسوم الجمركية المفروضة على الولايات المتحدة باعتبارها “ضرورية لحماية السيادة الاقتصادية الكندية”.
في المقابل، هاجم بوليفير سجل الليبراليين، واصفًا إياهم بـ”غير الأكفاء” في إدارة الملف الاقتصادي، متعهدًا بإلغاء الرسوم الجمركية وتخفيض الضرائب لتمكين العائلات الكندية من مواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة، وقال: “الحياة باهظة لأن الحكومة تكلف كثيرًا”.
الهجرة والإسكان والتوظيف
أثار سينغ مسألة العدالة الاجتماعية، مشددًا على الحاجة إلى فرض ضرائب على الشركات الكبرى وتمويل برامج إسكان طارئة، ودعا إلى نهج أكثر عدالة في سياسات الهجرة ودعم العمال.
من جانبها، طالبت إليزابيث ماي بسياسات أكثر حزمًا لمكافحة التغير المناخي، وانتقدت ضعف الالتزام الحكومي بحماية البيئة، بينما أكدت مارتين أوبراين أن كيبيك تحتاج إلى صلاحيات أكبر في إدارة ملفات الهجرة واللغة والثقافة.
توتر وتبادل للاتهامات
شهدت المناظرة لحظات من التوتر، خصوصًا حين تبادل بوليفير وكارني الاتهامات بشأن إدارة الضرائب والإنفاق العام، فيما حاول سينغ تقديم نفسه كصوت بديل يحاكي تطلعات الشباب والطبقة العاملة.
وتأتي هذه المناظرة في وقت تُظهر فيه استطلاعات الرأي تقدمًا طفيفًا للحزب الليبرالي على حساب المحافظين، مع احتدام المنافسة في العديد من الدوائر الانتخابية، خاصة في أونتاريو وكيبيك.
المناظرة شكلت فرصة حاسمة للناخبين للاطلاع على رؤى القادة قبل أيام قليلة من توجه الكنديين إلى صناديق الاقتراع، وسط أجواء سياسية مشحونة ومخاوف اقتصادية متصاعدة.