تورونتو – عرب كندا نيوز
كشفت بيانات جديدة صادرة عن وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA) عن تراجع ملحوظ في أعداد الكنديين الذين يعبرون إلى الولايات المتحدة عبر المعابر البرية، حيث انخفض عدد المسافرين بمئات الآلاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب الأرقام الصادرة عن الوكالة، فإن عدد العابرين عبر الحدود البرية باتجاه الولايات المتحدة خلال شهر مارس 2025 انخفض بأكثر من 370 ألف حالة مقارنة بشهر مارس 2024، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة تقارب 10% في حجم الحركة العابرة.
السبب: التوترات التجارية والمخاوف الأمنية
ويأتي هذا التراجع في ظل تصاعد التوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، بعد فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية إضافية على السيارات وقطع الغيار الكندية، ورد أوتاوا بإجراءات مماثلة، ما تسبب بحالة من الغموض وعدم اليقين لدى المواطنين والشركات على حد سواء.
كما أشار محللون إلى أن تحذيرات السفر الصادرة عن الحكومة الكندية مؤخرًا، والتي حثت الكنديين على توخي الحذر عند السفر إلى الولايات المتحدة بسبب التشديد الأمني واحتمال تفتيش الأجهزة الإلكترونية، ساهمت في تراجع أعداد الزائرين.
تأثيرات اقتصادية مباشرة
من جانبه، أعرب اتحاد متاجر المنطقة الحدودية في كندا عن قلقه من الانخفاض الحاد في حركة السفر، مشيرًا إلى أن بعض المتاجر شهدت تراجعًا في المبيعات بنسبة تصل إلى 30% منذ بداية العام. وقال المتحدث باسم الاتحاد: “نخشى أن يتحول هذا التراجع المؤقت إلى اتجاه دائم إن لم تُحل الأزمة التجارية قريبًا”.
كما أبلغت بعض شركات النقل والحافلات السياحية عن إلغاء رحلات مبرمجة إلى وجهات أميركية قريبة، بسبب انخفاض الطلب من المسافرين الكنديين.
إقبال أكبر على الوجهات المحلية
في المقابل، لاحظت شركات السفر داخل كندا ارتفاعًا في الطلب على الوجهات الداخلية، لا سيما خلال عطلات الربيع، حيث يفضّل العديد من الكنديين الآن البقاء داخل البلاد لتجنب أي تعقيدات محتملة عند الحدود الأميركية.
وتشير استطلاعات رأي حديثة إلى أن أكثر من 60% من الكنديين باتوا يترددون في السفر إلى الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مقارنة بـ 45% في العام الماضي، وذلك بسبب ما وصفوه بـ”الإجراءات المهينة” في بعض المعابر، إلى جانب المخاوف السياسية والاقتصادية.
ختامًا
وسط استمرار التوترات التجارية وتزايد التحفظات الشعبية، يبدو أن حركة العبور بين البلدين دخلت مرحلة جديدة من الفتور، ما قد يستدعي جهودًا دبلوماسية عاجلة لاستعادة الثقة وضمان استمرار انسيابية التنقل بين الجارين اللذين يجمع بينهما أطول حدود غير محمية في العالم.