آخر الأخبار

مسؤولان في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إجازة بعد منع فريق ماسك من الوصول إلى معلومات سرية

واشنطن – كشفت مصادر مطلعة أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وضعت مسؤولين بارزين في إجازة إدارية، بعد محاولتهما منع فريق تابع لإيلون ماسك من الوصول إلى معلومات حساسة داخل الوكالة. وأثار هذا القرار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية، وسط مخاوف من تدخلات غير تقليدية في المؤسسات الحكومية.

تفاصيل الواقعة

بحسب تقرير نشرته شبكة CNN، فإن المسؤولين، جون فورهيس وبريان ماكغيل، وهما من كبار موظفي الأمن في الوكالة، اعترضا على محاولة فريق من إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التي يدعمها ماسك، الوصول إلى أقسام تحوي معلومات سرية داخل مقر الوكالة. ورغم أن المسؤولين أكدا أن الفريق لا يمتلك التصاريح الأمنية اللازمة، إلا أن أعضاء الفريق تمكنوا من دخول المناطق المحظورة، ما دفع الإدارة لاتخاذ قرار بإيقاف المسؤولين عن العمل مؤقتًا.

ردود الفعل والانتقادات

في تعليق عبر منصته “إكس” (تويتر سابقًا)، انتقد إيلون ماسك بشدة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، واصفًا إياها بـ”منظمة غير فعالة ويجب إعادة هيكلتها بالكامل”، وهو ما اعتُبر جزءًا من الجهود الرامية إلى تقليص دور الوكالة وإمكانية دمجها مع وزارة الخارجية الأمريكية.

من جانبها، أكدت كاتي ميلر، عضو المجلس الاستشاري لفريق DOGE، أن الفريق لم يصل إلى أي معلومات سرية بدون تصاريح قانونية، مضيفة أن قرار وضع المسؤولين في إجازة ليس مرتبطًا فقط بهذا الحادث، بل يأتي في سياق تغييرات تنظيمية داخل الوكالة.

القلق في الأوساط الحكومية

إقالة فورهيس وماكغيل أثارت قلقًا واسعًا داخل الكونغرس الأمريكي، حيث عبر عدد من المشرعين الديمقراطيين عن مخاوفهم من أن إدارة ترامب تسعى إلى إضعاف الوكالة وتقويض عملها في تقديم المساعدات الدولية. كما حذر مسؤولون سابقون في الوكالة من أن مثل هذه القرارات قد تؤثر سلبًا على الأمن القومي الأميركي، خاصة إذا لم تتم حماية المعلومات الحساسة من التدخلات الخارجية.

استقالة داخل الوكالة وزيادة التوترات

وسط هذه الأزمة، قدم مات هوبسون، رئيس موظفي الوكالة الذي تم تعيينه حديثًا، استقالته من منصبه، ما يعكس حالة التوتر داخل المؤسسة. ولم يتم الإعلان رسميًا عن سبب استقالته، لكن مصادر مطلعة رجحت أن القرار مرتبط بالخلافات المتزايدة حول مستقبل الوكالة ودورها في ظل الإدارة الحالية.

مستقبل الوكالة في ظل التغييرات

تأتي هذه التطورات في ظل تكهنات بإمكانية إجراء إصلاحات جذرية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أو حتى دمجها مع وزارة الخارجية، في خطوة قد تغير بشكل كبير آلية تقديم المساعدات الخارجية الأميركية.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه البيت الأبيض أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحسين كفاءة الوكالة وزيادة الشفافية، يرى مراقبون أن هذه التغييرات قد تؤثر على مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتنموية.

خاتمة

لا يزال الوضع داخل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية متوترًا، مع تزايد المخاوف بشأن التدخلات الخارجية وإمكانية فقدان استقلاليتها. وفي حين لم تصدر الإدارة الأميركية توضيحًا رسميًا حول الموقف النهائي من مستقبل الوكالة، فإن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لإعادة هيكلة كبرى في مؤسسات المساعدات الأميركية خلال الفترة المقبلة.