أفادت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الاثنين، بأن هناك غارات إسرائيلية استهدفت بلدة «حوش تل أبو صغية» في محيط بعلبك شرقي لبنان، وذلك في تطور ميداني يعتبر خطيراً جداً.
وقالت معلومات أولية، إن القصف طال مستودعات جديدة تستعمل لتخزين المواد الغذائية لمؤسسات السجاد على طريق عدوس - بوداي.
في المقابل، قالت مصادر أخرى، إن الضربة التي جاءت بواسطة صاروخين، استهدفت مزرعة في بلدة حوش تل صفية، وقد أدت إلى سقوط شهيد وإصابة آخر بجروح جرى نقله إلى مستشفى دار الأمل الجامعي.
ويعد هذا القصف الذي طال بعلبك، هو الأول من نوعه منذ حرب تموز عام 2006 من جهة، ومنذ بدء معارك جنوب لبنان ضد العدو الإسرائيلي فى أكتوبر الماضى.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مهاجمة 3 أهداف لـ"حزب الله" في منطقة بعلبك، على بعد 98 كيلو متراً من المطلة
يذكر أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات كثيفة، يوم الاثنين الموافق 19 فبراير 2024، على بلدة «الغازية» وأطراف مخيم «عين الحلوة» قرب مدينة صيدا في لبنان، حيث ظهر في عدة مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق لحظة استهداف محيط بلدة «الغازية».
وفي وقت سابق، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة مدنية بالطائرات المسيرة شمالي صيدا وتحديدًا بمنطقة «إقليم الخروب»، وذلك في تصعيد للعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، حيث يبعد مكان الاستهداف بضعة كيلومترات عن العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي المقابل، أكد حزب الله اللبناني،بأن ملخص عملياته العسكرية واستهدافاته أصابت مواقع تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتموضعات جنوده في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان.
وأوضح حزب الله في بيان، لأن عناصره قصفوا تجمعًا لـ جنود الجيش الإسرائيلي في محيط «موقع المرج»، وفي مستعمرة «المطلة» وموقع «رويسات العلم»، وقصف موقع «زبدين»، بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيه إصابات مباشرة.
فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن صافرات الإنذار دوت في عدد كبير من مستوطنات الشمال على الحدود مع لبنان.
ومن جانبه أكد عدنان منصور وزير خارجية لبنان الأسبق، أن قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي بضرب مدينة بعلبك التي تبعد عن الحدود اللبنانية 100 كيلومتر تصعيد خطير.
وقال منصور، في مداخلة هاتفية لـ«القاهرة الإخبارية»، إن هذا القرار يعني توسيع نطاق العمليات العسكرية في المنطقة، ما يترتب عليه تداعيات سياسية على دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن المقاومة اللبنانية لن تصمت، إذ قالت إنها ستواجه الفعل برد الفعل.
وأضاف عدنان منصور، بأن ما فعله الاحتلال الإسرائيلي اليوم هو بغرض توجيه رسالة للجميع، أنه لن يكتفي بقطاع غزة حتى وإن توقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن لبنان أمام مرحلة جديدة من التصعيد العسكري.
وتابع: «إسرائيل تريد أن تذهب بعيدًا في حربها لتشمل المناطق اللبنانية ككل، وعندما تضرب في بعلبك بإمكانها أنّ تضرب أي مكان، لكن هذا لا يعني أنّ يد إسرائيل مطلقة، بل أنها تواجه رد فعل، إذ ذُكر على لسان أمينها العام، الذي صرح أكثر من مرة، أن كل عمل عسكري سيُواجه بعمل عسكري مماثل له».
فيما أفاد خالد حمادة الخبير العسكري والاستراتيجي، بأن الداخل اللبناني عرضة للهجمات الإسرائيلية، خاصة بعد ضرب مدينة بعلبك، ما يعني أن الحرب دخلت مرحلة جديدة.
وقال حمادة في مداخلة هاتفية لـ«القاهرة الإخبارية»، بإن الحدود اللبنانية وتحديدا منطقة البقاع في جنوب لبنان هي خزان بشري لحزب الله، وبقعة لتمركز البنية التحتية ومخازن الخاصة بهم.
وأضاف الخبير العسكري، بأن لبنان دخلت تنفيذيًا لمرحلة من الصراع، وهي مرحلة الحرب، بما يؤكد ما قاله مسؤولون إسرائيليون، إن توقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، لا يعني توقف العمليات في لبنان.
وتابع خالد حمادة: «الأمريكيون يعملون على تخفيف وقف إطلاق النار في قطاع غزة مهما اختلفت شروطه، لتحقيق الهدف السياسي الأساسي من الحرب الإسرائيلية على لبنان، أو من الحرب الأمريكية بالوحدات العسكرية الإسرائيلية، وهي تثبيت معادلة استقرار للكيان المحتل».