حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الثلاثاء، من الكارثة الإنسانية المُتسارعة في قطاع غزة نتيجة محدودية المواد الغذائية والإغاثية التي يتم إدخالها عبر معبر رفح، داعيًا إلى مزيد من الضغط على إسرائيل لفتح جميع المعابر للمواد الإغاثية، والسماح بإيصال المساعدات من الضفة الغربية إلى غزة بشكل مباشر.
جاء ذلك خلال استقبال اشتية في مكتبه برام الله، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي مدير العمليات كارل سكاو، حيث استمع منه إلى تقرير حول جهود البرنامج في قطاع غزة بتوفير المساعدات الإغاثية الغذائية لأهالي القطاع.
وقال اشتية: المطلوب من إسرائيل السماح بنقل المساعدات من الضفة الغربية إلى القطاع، والذي قد يسهل وصول المساعدات إلى شمال غزة، في ظل الوضع المتفاقم نتيجة فصل الشمال عن الجنوب وعدم سماح جيش الاحتلال بوصول شحنات المساعدات.
وأشار إلى جهود التنسيق مع الشركاء الدوليين لضمان إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة فور سماح إسرائيل بذلك، مؤكدًا أن الأولوية هي إيصال المساعدات الإغاثية والطبية وإعادة وصل الكهرباء والمياه والاتصالات إلى القطاع.
ودعا اشتية لأن تقوم طواقم برنامج الغذاء العالمي بتوثيق الأوضاع في قطاع غزة، وإصدار المزيد من البيانات الصحفية حول عملهم وأوضاع القطاع، في ظل التعتيم الذي تفرضه إسرائيل بمنع الصحفيين الأجانب من الدخول إلى القطاع للتغطية الإعلامية.
ومن جانبها أكدت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، أن العدوان الإسرائيلي يستهدف قطاع غزة بالكامل دون تمييز بين الفئات، وذلك لليوم 102 على التوالي، مؤكدة أنه لا مكان أمن للأطفال في القطاع على الإطلاق.
وأشارت فرسخ، في تصريح لقناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم ، ان الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، حيث وصل عدد الشهداء في القطاع إلى أكثر من 24 ألف شهيد، وأكثر من 60 ألف جريح، و8 آلاف مازالوا مفقودين تحت الأنقاض، موضحة أن تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة.
ولفتت فرسخ، إلى أن إسرائيل تستهدف بشكل واضح وممنهج للمنظومة الصحية في غزة، منوهة إلى أن 30 مستشفى من أصل 36 مستشفى خرجت عن الخدمة، إضافة إلى توقف أكثر من 53 مركزا صحيا، مشيرة إلى أن المستشفيات المتبقية في الخدمة حاليا في غزة تعمل بشكل جزئي، وتقدم الحد الأدنى من الخدمات الطبية والصحية للمصابين والجرحى الفلسطينيين، مؤكدة أن نسبة متلقي العلاج بها فاقت قدرتها الاستيعابية بكثير، وأن المصابين يتلقون العلاجات اللازمة مفترشين أروقة المستشفيات.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر الفلسطيني فقد، خلال الأيام القليلة الماضية، 4 من أفراد الطواقم الطبية، نتيجة استهدافهم بشكل متعمد داخل عربة إسعاف تقل جريحين في دير البلح، مؤكدة استشهاد كل الأفراد بسيارة الإسعاف، منوها إلى أن العدوان الإسرائيلي يتعمد استهداف مقرات وطواقم الهلال الأحمر الطبية بشكل مباشر، وذلك في انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي الذي يوفر الحماية للعاملين في مجال العمل الصحي والإنساني، موضحة أن 29 من الطواقم الطبية أصيبوا بجراح، إضافة إلى خروج 14 سيارة إسعاف عن الخدمة، وتضرر 29 مركبة إسعاف أخرى تضرارا جسيما، نتيجة الاستهداف المباشر.
وأكدت المسؤولة، أن كل المقرات ومركبات الإسعاف تحمل بوضوح شارة الهلال الأحمر المحمية دوليا وفقا للقانون الدولي الإنساني، حيث تم استهداف 18 مقرا ومركزا تابعا للجمعية وتضررها بأضرار مختلفة، لافتة إلى أنه، خلال اليومين الماضيين، استطاع الهلال الأحمر استعادة خدمات الإسعاف في محافظة غزة، والتي توقفت قصرا قبل نحو شهرين نتيجة حصار مركز إسعاف غزة ومستشفى القدس.
وأوضحت أن انقطاع الاتصال في القطاع يعد أحد المعوقات الأساسية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، ما نتج عنه صعوبة الوصول إلى المصابين والجرحى للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، مؤكدة أن الهلال الأحمر ما زال يحاول الاستمرار وتقديم رسالته الإنسانية في غزة والتخفيف من معاناة المواطنين في غزة، رغم تلك الاستهدافات المباشرة والعراقيل المتعمدة، داعية المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية العاجلة لكل العاملين في المجال العمل الصحي والإنساني في القطاع وحماية المقرات والطواقم العاملة في ظل ظروف صعبة ومأساوية.
هذا وتستمر الدعوات العربية و الدولية لدعم وقف إطلاق النار فى غزة، حيث حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من تداعيات استمرار الحرب على غزة، والتي ستكون كارثية وسيدفع الجميع ثمنها.
جاء ذلك خلال استقبال الملك عبد الله الثاني في قصر الحسينية، اليوم لوزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس، بحضور الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد.
وتناول اللقاء الأوضاع الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة، إذ أكد الملك ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، ووضع حد للأزمة الإنسانية المأساوية جراء هذه الحرب.
وتم التأكيد، طبقا لبيان الديوان الملكي، على ضرورة حماية المدنيين العزل، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية للقطاع بشكل كاف ومستدام.
وجدد العاهل الأردني التأكيد على الرفض الكامل للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، وضرورة الضغط لضمان عودة أهل غزة إلى بيوتهم.
كما تم التأكيد على ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
ومن ناحية أخرى اقتحمت مجموعة من اليهود المعارضين للسياسات الإسرائيلية، مقر البرلمان النمساوي في وسط العاصمة فيينا، رافضين المجازر والإبادة في غزة.
وقال شهود عيان، إن مجموعة من الشباب الرافضين لمواقف الحكومة الإسرائيلية وينتمون إلى منظمة تحمل اسم "لا تتحدثوا باسمنا" قاموا بمقاطعة جلسة للبرلمان النمساوي بمناسبة ٧٥ عامًا على ميثاق حقوق الإنسان العالمي وصرخوا " أوقفوا الابادة الجماعية "، كما نددوا بجرائم التطهير العرقي في القطاع.