آخر الأخبار

العراق: سنتخذ إجراءات قانونية ودبلوماسية للرد على الاعتداء الإيراني في أربيل

أعلن هشام الركابي المستشار الإعلامي لرئيس وزراء العراق، اليوم الثلاثاء، أن البلاد ستتخذ إجراءات قانونية ودبلوماسية للرد على الاعتداءات الإيرانية في أربيل.

يذكر أن، الحرس الثوري الإيراني أكد، أمس الاثنين الموافق 15 يناير 2024، أن الضربة التي نُفذت بإطلاق عدد من الصواريخ البالستية في أربيل استهدفت مقر التجسس التابع لـ«الموساد الإسرائيلي» في إقليم كردستان بالعراق.

وجاء في بيان للحرس الثوري: «نعلن استهداف مقرات الجواسيس والتجمعات الإرهابية المناهضة لإيران في أجزاء من المنطقة في منتصف الليل بعدد من الصواريخ الباليستية وتم تدمير الأهداف».

وقال هيمن هورامي، النائب السابق لرئيس البرلمان الكردستاني في العراق، إن رجل الأعمال الكردي المعروف بيشراو دزيي، مالك مجموعة «فالكون» التي تدير عدة مشروعات في كردستان، قُتل خلال الهجوم.

وأوضح بيان صادر عن مجلس أمن إقليم كوردستان، اطلعت عليه كوردستان24، إنه في الساعة 11:30 من مساء ليلة 15 على 16 كانون الثاني 2024، أطلق الحرس الثوري الإيراني عدة صواريخ باليستية باتجاه مناطق مدنية في أربيل.

وأضاف البيان: «للأسف، وبحسب الإحصائيات الأولية، فإن القصف أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين، وإصابة ستة آخرين، مبيناً أن بعض المصابين في حالة حرجة.

وجرى تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار أربيل الدولي بعد الهجمات التى طالت المطار، إلى جانب قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية في أربيل.

وقال مصدر أمني عراقي: بعض الصواريخ سقطت قرب مقر القنصلية الأمريكية في أربيل، ووقعت انفجارات متتالية في مدينة أربيل بالعراق، بعد تفعيل صافرات الإنذار داخل القنصلية الأمريكية في المدينة.

وحسب ما نشرته وسائل إعلام عراقية، سقطت عدة صواريخ كانت تستهدف قاعدة للتحالف الدولي في مطار أربيل، كما تعرضت القنصلية الأمريكية في أربيل لهجوم بطائرات مسيرة.

وأدانت السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي، الهجمات الصاروخية الإيرانية على إقليم كردستان العراق، وقالت رومانسكي حسبما أفادت قناة الحرة الأمريكية، اليوم، إن الهجمات الإيرانية الصاروخية على إقليم كردستان، استهدفت المدنيين بشكل متهور وغير مسؤول، واصفة إياها بـ«المميتة»

من جهتها نفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، استهداف أي موظفين أو منشأت أمريكية في أربيل إثر الهجمات الإيرانية.

هذا و استدعت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الثلاثاء، سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، للتشاور على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها عدة مناطق في أربيل وأدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

وكانت الخارجية العراقية قد استدعت، في وقت سابق، القائم بالأعمال الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج.

وذكرت الوزارة في بيان نقلته وكالة الانباء العراقية «واع»، أن رئيس دائرة الدول المجاورة محمد رضا الحسيني قام بتسليمه مذكرة احتجاج إلى القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي.

وأكدت أن الاعتداء على أربيل، انتهاك صارخ لسيادة جمهورية العراق، ويتعارض بشدة مع مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي ويهدد أمن المنطقة.

ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني،تشكيل لجنة تحقيقية مكونة من خمسة شخصيات للتحقيق في حادث الاعتداء بالقصف الصاروخي الإيراني ، ووفق وثيقة فقد أعلن السكرتير الشخصي للقائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم عبد الحسن وجر، أن رئيس الوزراء وجه بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة مستشار الأمن القومي، وعضوية كل من وزير داخلية اقليم كوردستان، ووكيل رئيس جهاز المخابرات، واللواء الركن سعد نعيم ممثلا عن قيادة العمليات المشتركة، واللواء ماجد عبد الحسين ممثلا عن وزارة الدفاع.

وبينت الوثيقة أن مهمة اللجنة التحقيق في حادث الاعتداء بالقصف الصاروخي الذي استهدف محافظة اربيل في اقليم كوردستان، على أن تباشر اللجنة اعمالها فورا وتعرض توصياتها خلال 48 ساعة أمام رئيس الوزراء.

فيما صرح مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، ان الموقع الذي تم استهدافه أمس في أربيل بإقليم كردستان العراق، منزل لرجل أعمال، وما تردد عن أنه مقر للموساد الإسرائيلي لا أساس له من الصحة.

وذكر الأعرجي وفقاً وكالة الأنباء العراقية «واع»، إطلعنا ميدانيا وبرفقة أعضاء اللجنة التحقيقية على منزل رجل الأعمال المستهدف ليلة أمس في أربيل، وتبين أن الإدعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة، ونواصل الاجتماعات مع الأجهزة الأمنية في الإقليم لإعداد تقرير يقدم للقائد العام للقوات المسلحة العراقية.

وفي السياق، دعا وزير داخلية إقليم كردستان العراق ريبر أحمد في تصريح على هامش الجولة التي أجراها مع الأعرجي للأماكن التي قصفها الحرس الثوري الايراني في مدينة أربيل الحكومة العراقية والمجتمع الدولي والبعثات الدبلوماسية للدول ومجلس الأمن إلى الأخذ بنظر الاعتبار جدية عدم تكرار هذه الهجمات التي هي مرفوضة رفضا قاطعا.

كما أصدر الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، بيانًا شديد اللهجة ضد الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني، وخلفت عددًا من الضحايا والجرحى في صفوف المدنيين.

وقال مسعود بارزاني، في بيان اليوم، إن الجميع يعلم أن أربيل تعرضت منذ العام 2020 ولغاية الآن لعشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الجائرة من قبل الحرس الثوري الإيراني، مؤكدا أن هذه الهجمات تمثل ظلماً واضحاً بحق الشعب الكوردي.

وأردف بالقول، إن مرتكبي هذه الجرائم ومن يقفون وراء هجمات أربيل يعلمون جيداً أن افتراءاتهم واعذارهم و ادعاءاتهم ليس لها أي أساس، وأنهم يقومون بهذا العدوان والقمع على أربيل وشعب كوردستان للتغطية على مشاكلهم.

وقال الزعيم الكوردي: «لصبرنا حدوداً، ففي الهجوم والجريمة الأخيرة الليلة الماضية، ابادوا أُسرة بريئة من أربيل، وهو ما ندينه بشدة، وليس هناك شك بأن هذا الهجوم ليس من المروءة ولا من الشهامة بشيء، ولكنه عار كبير على المجرمين».

وتابع بارزاني، أن رسالتي إلى مرتكبي الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية هي أن استشهاد نسائنا وأطفالنا و مدنيينا ليس محل فخر واعتزاز لكم، فيمكنهم قتلنا، لكن كونوا مطمئنين أنهم لا يستطيعون سلب إرادتنا.

بدورها أعلنت كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مجلس النواب، عن ادانتها واستنكارها الشديدين، للقصف الصاروخي الهمجي "الغاشم" على مدينة اربيل عاصمة إقليم كوردستان من قبل الحرس الثوري الإيراني مساء امس، والذي راح ضحيته عددا من المدنيين.

واعتبرت الكتلة في بيان لها ان "هذا الاعتداء السافر، انتهاكا واضحا وصارخا لأمن وسيادة إقليم كوردستان والعراق، تحت ذرائع وحجج واسباب غير منطقية، طالما استند عليه الجانب الإيراني في قصفه المستمر علنا أو بواسطة اذرعه وميليشياته في العراق والتي تمدها بالصواريخ والطائرات المسيرة لضرب إقليم كوردستان".

وذكر البيان "لقد اصبح واضحا للجميع، ما تقوم به ايران من عمليات عدوانية مستمرة ومتواصلة، هدفها ضرب السيادة العراقية وزعزعة الاستقرار والامن في العراق واقليم كوردستان ومحاولات لترويع وترهيب سكانها الامنيين العزل".

وطالبت الكتلة في بيانها "الحكومة الاتحادية، بممارسة دورها في الحفاظ على امن وسيادة العراق واتخاذ جميع السبل القانونية والدبلوماسية للرد على هذا العدوان و استنكاره والتنديد به واتخاذ إجراءات لحماية الأجواء العراقية من الصواريخ والطائرات المسيرة عبر نصب منظومات لاعتراض وتدمير مختلف الأهداف الجوية".

ودعت الكتلة "مجلس النواب الى عقد جلسة طارئة لمناقشة هذا الاعتداء"، داعية كذلك "الاطراف السياسية العراقية كافة، الى التنديد بهذا الفعل الاجرامي واستنكاره بشكل علني وتوحيد المواقف ازاء العدوان الإيراني وخرقه للسيادة العراقية".

وطالبات كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مجلس النواب العراقي، "المجتمع الدولي ومجلس الأمن الى وقفة حازمة وجادة لمواجهة الخطر الإيراني على العراق والمنطقة بشكل عام، وعدم التزام الصمت إزاء ما تقوم به من انتهاكات واضحة للأمن والسلم الدوليين، وخاصة في إقليم كوردستان الذي بات مسرحا لهذه الهجمات الوحشية الغاشمة بشكل مباشر من قبل ايران او عبر وكلائها في العراق".

وداعا عن الهجمات الصاروخية قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن الضربات الصاروخية الأخيرة كانت دفاعا عن سيادة إيران وأمنها ولمواجهة الإرهاب.

وأضاف المتحدث أن: «طهران تحترم سلامة أراضي الدول، لكنها تستخدم حقها المشروع لردع التهديدات لأمنها القومي».