آخر الأخبار

مظاهرات حاشدة في العاصمة اليمنية صنعاء بعد ساعات من القصف الأمريكي البريطاني

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء تظاهرة حاشدة وصفت بالمليونية، اليوم الجمعة، وذلك بعد ساعات من هجمات أمريكية بريطانية طالت مناطق في العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية.

واكتظ ميدان السبعين الفسيح بالعاصمة اليمنية والشوارع المؤدية إليه بجماهير رددت شعارات غاضبة رفضا للقصف الأمريكي البريطاني ومطالبة للقوات اليمنية بالرد على العدوان.

وقال بيان التظاهرة الحاشدة، إن "العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن "دعم للكيان الصهيوني، مؤكدا الإصرار على الموقف اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني.

وأضاف البيان ان أمريكا وبريطانيا تورطتا بشكل مباشر في العدوان على اليمن وورطت معهما بعض الدول وان هذا لن يعفيهم من التبعات.

وبارك البيان العمليات العسكرية اليمنية في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، كما بارك عمليات المقاومة في مختلف الفصائل الفلسطينية وعمليات المقاومة في لبنان والعراق.

ومن جانبه صرح الرئيس الأميركي جو بايدن إن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن، جاءت رداً مباشراً على هجمات الجماعة ضد السفن البحرية في البحر الأحمر، مشدداً على أنه لن يتردد في اتخاذ "مزيد من الإجراءات" في المستقبل.

وأضاف بايدن في بيان، أن هذه الضربات جاءت بدعم من "أستراليا وكندا وهولندا"، مشيراً إلى أنها "نُفذت بنجاح ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض الملاحة للخطر في أحد أهم الممرات المائية في العالم".

وذكر الرئيس الأميركي في بيانه أن هجمات الحوثيين أثّرت في "أكثر من 50 دولة خلال 27 هجوماً على خطوط الشحن التجاري الدولي"، لافتاً إلى أن "أطقم أكثر من 20 دولة تعرضت للتهديد، بالإضافة إلى الرهائن الذين تم احتجازهم".

وأشار بايدن إلى أن "أكثر من 2000 سفينة اضطرت إلى تحويل مسارها لآلاف الأميال لتجنب البحر الأحمر، الأمر الذي قد يتسبب في أسابيع من التأخير في مواعيد شحن المنتجات".

واعتبر بايدن أن هذه الضربات "تأتي رداً مباشراً على هجمات الحوثيين غير المسبوقة ضد السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ". وكان الجيش الأميركي أعلن، الخميس، أن الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن على ممرات شحن دولية في خليج عدن.

وأضاف بايدن في بيانه، أن هذه الهجمات "عرّضت أفراداً أميركيين والبحارة المدنيين والشركاء للخطر، كما عرّضت التجارة وحرية الملاحة للخطر"، لافتاً إلى أنه "في 9 يناير الجاري، شن الحوثيون أكبر هجوم لهم حتى الآن، حين استهدفوا السفن الأميركية بشكل مباشر.

فيما أكد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، إنَّ الهدف من الضربات العسكرية المشتركة ضد أهداف عسكرية يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين لتعريض البحارة للخطر، وتهديد التجارة العالمية في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم.

وبحسب تقرير لـ القاهرة الإخبارية، أكد أوستن في بيان نشرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، اليوم إنه في ضوء هجمات الحوثيين غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار المدعومة من إيران ضد السفن الأمريكية والدولية والسفن التجارية من العديد من البلدان التي تعبر البحر الأحمر بشكل قانوني، شنت جيوش الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، ضربات ضد أهداف عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وأضاف أنَّ إجراء التحالف يبعث برسالة واضحة إلى الحوثيين مفادها أنهم سيتحملون المزيد من التكاليف إذا لم ينهوا هجماتهم غير القانونية، موضحًا أن ضربات استهدفت مواقع مرتبطة بالطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وقدرات الرادار الساحلي والمراقبة الجوية.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس، وإذا لزم الأمر، ستتخذ المزيد من الإجراءات لحماية القوات الأمريكية.

وأشار إلى أنه منذ 19 نوفمبر، شن الحوثيون أكثر من عشرين هجومًا على السفن، بما في ذلك السفن التجارية، ما خلق تحديًا دوليًا يتطلب عملًا جماعيًا.

وتابع قائلًا: "واليوم، أظهر تحالف من الدول الملتزمة بدعم النظام الدولي القائم على القواعد التزامنا المشترك بالدفاع عن السفن الأمريكية والدولية والسفن التجارية التي تمارس الحقوق والحريات الملاحية من الهجمات غير القانونية وغير المبررة".

وأضاف: «لن نتردد في الدفاع عن قواتنا، والاقتصاد العالمي، والتدفق الحر للتجارة المشروعة في أحد الممرات المائية الحيوية في العالم.

كما أكد وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، أن تهديد الملاحة جعل المشاركة في الهجوم على مواقع الحوثيين واجبة، مضيفاً أن 4 مقاتلات تابعة لسلاح الجو، شاركت في الهجمات على مواقع للحوثيين، موضحًا أن قدرات الحوثيين على تهديد السفن تلقت ضربة قوية.

وأردف «شابس»: «استهدفنا مطارًا في اليمن استخدمه الحوثيون لإطلاق صواريخ كروز ومسيرات.

فيما قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي،"تحركنا وتحرك الأمريكيين الليلة الماضية على أهداف عسكرية للحوثيين كان دفاعا عن النفس ضد المزيد من الهجمات على سفننا الحربية أثناء قيامها بعملها القانوني السليم".

وأوضح وزير القوات المسلحة البريطانية، إن «الجماعات المتحالفة مع إيران في الشرق الأوسط كانت نشطة للغاية في الشهرين الماضيين»، مضيفًا: سنرى خلال الأيام القليلة المقبلة ما إذا كانت هجمات الحوثيين ستتوقف.

وأردف «هيبي»: «البحرية الملكية البريطانية لا تزال ترغب في حماية حركة الشحن»، منوهًا أنه سيتم دراسة اتخاذ المزيد من الإجراءات على أساس فردي.

ومن ناحية أخرى قال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم حركة أنصار الله المعروفة بـ«جماعة الحوثي» في اليمن، ، إن القوات الأمريكية والبريطانية شنت 73 غارة، أسفرت عن مقتل 5 من مقاتلي الجماعة وإصابة 6 آخرين.

وأضاف، في كلمة تلفزيونية، أن الغارات استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، موضحًا: «أن العدو الأمريكي البريطاني يتحمل كامل المسؤولية عن عدوانه الإجرامي بحق الشعب اليمني».

وذكر «سريع» أن العدوان الأمريكي والبريطاني لن يمر دون رد أو دون عقاب، وأن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في استهداف مصادر التهديد وكافة الأهداف المعادية في البر والبحر، دفاعًا عن اليمن وسيادته واستقلاله.

وتابع المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن القوات المسلحة اليمنية تؤكد استمرارها في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين العربي والأحمر.

من جانبه، أكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام، أن أمريكا وبريطانيا بعدوانهما على بلدنا ارتكبت حماقة كبيرة ولن تتمكنا من إيقاف عملياتنا النوعية ضد الكيان الإسرائيلي.

وقال محمد عبد السلام في منشور له على منصة ” إكس”: عدوان أمريكي بريطاني سافر تعرضت له الجمهورية اليمنية حماية لإسرائيل ولوقف عمليات اليمن المساندة لغزة، وقد ارتكبوا حماقة بهذا العدوان الغادر.

وأضاف: مخطؤون إن فكروا أنهم سيردعون اليمن عن مساندة فلسطين وغزة، فاليمن مستمر في موقفه الديني والإنساني وسيظل إلى جانب غزة بكل ما يستطيع، ولن يزيده هذا العدوان إلا صلابة وقوة.

وأكد محمد عبد السلام أنه لا مبرر أبدا لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي.. مؤكدا أن الاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

هذا وأفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها، أن العاصمة الأمريكية «واشنطن» شهدت اليوم، تظاهرات أمام البيت الأبيض احتجاجا على القصف الأمريكي لليمن.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أنَّ المحتجين طالبوا بوقف القصف الذي تقوده الولايات المتحدة على اليمن، وهتفوا «ارفعوا أيديكم عن اليمن»، فيما أظهرت فيديوهات متداولة المحتجين وهم يهتفون أيضًا بتحرير فلسطين ويرفعون أعلامًا فلسطينية.

ورجحت وسائل الإعلام أنَّ يكون الاحتجاج قام بتنظيمه تحالف ANSWER (تحرك الآن لوقف الحرب وإنهاء العنصرية)، وهو تحالف مناهض للحرب ومؤيد للعدالة الاجتماعية وله مراكز تنظيمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وفى سياق متصل نددت وزارة الخارجية الإيرانية، بشدة بالهجوم الأمريكي البريطاني على الحوثيين في اليمن باعتباره مخالفة للقانون الدولي.

ونقلت قناة الجزيرة الإخبارية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قوله في بيان اليوم الجمعة: «ندين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الصباح على عدة مدن في اليمن»، مشيرًا إلى نتيجة الضربات الأمريكية البريطانية لليمن ستكون المزيد من عدم الأمن وعدم الاستقرار بالمنطقة.

وأضاف: أن «الضربات العسكرية الأمريكية البريطانية تأتي في سياق دعم حرب الكيان الصهيوني على غزة».

وحملت الخارجية الإيرانية، واشنطن مسؤولية تداعيات استهداف اليمن عسكريا وما يترتب على ذلك من نتائج.

وناشدت الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي بضرورة التحرك بمسؤولية لمنع توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

كما دعت المملكة العربية السعودية، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في اليمن.

وذكر بيان نقلته وكالة الانباء السعودية (واس): "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية".

وأضاف البيان: "وإذ تؤكد المملكة على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع، لتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث".