حذر المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين ويليام سبيندلر، من تفاقم أزمة النزوح القسري في السودان والدول المجاورة مع فرار مئات الآلاف من الأشخاص بسبب القتال الذي اندلع مؤخرا في ولاية الجزيرة، جنوب شرق الخرطوم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أشار سبيندلر إلى وصول القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة، لأول مرة منذ اندلاع الصراع في العاصمة السودانية في أبريل من هذا العام، حيث تستضيف مدينة "ود مدني" حوالي نصف مليون شخص من الفارين من العنف في الخرطوم.
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.. فر ما بين 250 ألف إلى 300 ألف شخص من مدينة «ود مدني» والمناطق المحيطة بها منذ بدء الاشتباكات الأخيرة.
وأشار المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين، إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين فضلا عن نزوح آخرين نتيجة تجدد القتال في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في 16 ديسمبر، قائلا: "إن تجدد القتال أعقبه نهب المنازل والمتاجر واعتقال الشباب.
وأشارت المفوضية إلى أنها تعمل على توصيل وتوزيع مواد الإغاثة الأساسية المطلوبة بشكل عاجل للنازحين الجدد من الجزيرة إلى ولايتي سنار والقضارف، موضحة أن الوضع الإنساني العام لايزال سيئا على الرغم من الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية الوطنية والدولية والجهات الفاعلة المحلية لتقديم المساعدة.
وذكرت المفوضية أنه منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، فر أكثر من 7 ملايين شخص من منازلهم في السودان، ونزح الكثير منهم مرارا وتكرارا بحثا عن الأمان، ويظهر هذا النزوح المتكرر مدى الدمار الذي خلفه هذا الصراع على السكان المدنيين.
وأعرب المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين عن بالغ القلق من أن امتداد القتال إلى ولاية النيل الأبيض قد يؤثر بشكل كبير على عمل المفوضية والمنظمات الإنسانية الأخرى التي تقدم المساعدة الإنسانية الحيوية لأكثر من 437 ألف لاجئ من جنوب السودان وحوالي 433 ألف نازح سوداني داخليا هناك.
هذا وقد أفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية، بوجود اشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع بالخرطوم بحري.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسودان عن قيامها بالتحقيق في انسحاب الفرقة الأولى من مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
وكان مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، قال في بيان أمس الثلاثاء « انسحبت يوم أمس الإثنين الموافق 18 ديسمبر الجاري قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني»، مضيفا: « يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق العسكرية، وسيتم رفع نتائج التحقيق فور الانتهاء منها لجهات الاختصاص ومن ثم إعلان الحقائق للرأي العام».
وفي سياق متصل أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التصعيد المستمر للعنف في السودان، بسبب القتال المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في محيط مدينة «ود مدني» في ولاية الجزيرة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، إن مدينة «ود مدني» كانت بمثابة مركز للعمليات الإنسانية منذ بداية الصراع ولم تتأثر بشكل مباشر بالصراع حتى اندلاع هذا القتال الأخير.
وأشار المتحدث باسم الأمين العام، إلى أن التصعيد المستمر للعنف في السودان يعد أمرا مدمرا للبلاد وكذلك للمنطقة، وجدد الدعوة للقوات المسلحة السودانية ولقوات الدعم السريع إلى وقف القتال فورا والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية، مناشدا الطرفين بضرورة التقيد بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وقال دوجاريك، إن البعثات الإنسانية الميدانية داخل ولاية الجزيرة ومنها لاتزال معلقة، ونقل تحذير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من تعرض توزيع المساعدات على مليوني شخص أي حوالي ثلث سكان الولاية - إلى الخطر في حال استمرار القتال.
وأضاف، أن منظمات الإغاثة قلّصت من وجودها في «ود مدني» بسبب القتال حيث انتقل موظفوها إلى الدول المجاورة لكنهم على استعداد للعودة بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك.
وأوضح أن عمال الإغاثة يشعرون بالقلق إزاء خطر النهب وتدمير المستودعات والإمدادات الإنسانية، مشيرا إلى التقارير الأولية الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة والتي أفادت بفرار ما لا يقل عن ربع مليون شخص من ولاية الجزيرة.