أفادت وكالة الأنباء السودانية، اليوم الأحد 10 ديسمبر 2023، أن سلطات الخرطوم طلبت من 15 شخصا من دبلوماسي الإمارات مغادرة البلاد خلال 48 ساعة على أقصى تقدير، فى مؤشر يعكس حالة من التوتر فى العلاقات بين البلدين ونشوب أزمة دبلوماسية حادة.
وجاء فى التفاصيل التي أوردتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية، إنه تم استدعاء القائمة بالأعمال بالإنابة لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان، بدرية الشحي، وأبلغتها الخارجية بقرار حكومة السودان، وطالبتها بنقل القرار إلى حكومتها.
التوتر بين السودان والإمارات بسبب مزاعم دعم دقلو
وزاد منسوب التوتر بين السودان والإمارات خلال الأيام الماضية، على خلفية مزاعم جهات سودانية بتقديم أبو ظبى دعما لقائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتى".
وعلى الرغم من اتهام الإمارات بدعم دقلو، لكن ظلت تلك المزاعم متداولة على مواقع التواصل الاجتماعى، لكن قبل يومين وفى أول مواجهة رسمية علنية على خلفية تلك الشكوك، قال عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا، إن "الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع، عبر مطار أم جرس التشادي".
ياسر العطا يتهم الإمارات بالتعاون مع الدعم السريع
وأضاف العطا وقتها، خلال حديثه أمام مجموعة من أعضاء جهاز المخابرات العامة في أم درمان، أن "المعلومات الواردة إلينا من جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية ومن الدبلوماسية السودانية تشير إلى أن الإمارات ترسل الإمدادات إلى الدعم السريع".
فى ذات السياق، ورد على تصريحات العطا أكد مصدر سوداني رسمي لصحيفة "سوان تربيون" أمس السبت، إبلاغ الحكومة الإماراتية رسمياً للسفير السوداني في أبو ظبي عبد الرحمن شرفي، بأن الملحق العسكري ونائبه والملحق الثقافي أشخاصاً غير مرغوب فيهم وطالبت بمغادرتهم البلاد خلال 48 ساعة.
وقال المصدر السوداني وفق الصحيفة، إن أبو ظبي أبلغت السفير السوداني بأن أعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية الذين يمثلون الملحلق العسكري وهو العميد أحمد عبدالرحمن البشير، ومساعده المقدم مدثر عثمان، والملحق الثقافي، غير مرغوب في وجودهم وطالبت بابعادهم عن أراضيها.
دور الإمارات الداعم لوحدة واستقرار السودان
فى مقابل تلك الاتهامات الموجهة لـ أبوظبى، حرصت الإمارات على دعم الدولة السودانية خلال الفترة الانتقالية، وبادرت بالعديد من المنح والمساعدات ولم يخرج عن دوائره الرسمية ما يوحى انحيازها لأحد طرفى النزاع الدائر، وركزت بياناتها الرسمية على ضرورة الاستقرار.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات فى فبراير الماضى، الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقال، وأكد حينها على موقف بلاده الداعم لوحدة وتنمية السودان لينعم بالاستقرار.
البرهان يطالب بجيش وطنى موحد فى السودان
في سياق آخر، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان أن أولويات الحل السلمي للأزمة السودانية يتمثل فى تأكيد الالتزام بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار، وإزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية وأن يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة تستند إلى إرادة وطنية خالصة، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة.
وقال البرهان فى خطابه أمام القمة غير العادية لرؤساء دول وحكومات الإيجاد التي انعقدت بجيبوتي أمس السبت، وسط مشاركة إقليمية ودولية، أن توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية كان فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة السودانية سلميًا، لو التزم المتمردون بما تم التوقيع عليه، ولكن ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن التمرد لم تكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين.
وجدد قائد القوات المسلحة السودانية، تأكيده على ضرورة احتكار الجيش للسلاح في البلاد. وقال: "نشدد على ضرورة وجود جيش وطني واحد يحتكر استخدام القوة العسكرية"، معتبرًا أن تلك المسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها.
كما اعتبر أن التدخلات الخارجية في الأزمة السودانية تطيل أمد الحرب
وفي وقت سابق، اندلعت اشتباكات عنيفة داخل العاصمة السودانية «الخرطوم» يوم 15 أبريل 2023، بين قوات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وبين ميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، مما أسفر عن ذلك الكثير من الضحايا وآلاف الجرحى، على الرغم من دعوات الكثير من الدول لتهدئة الأوضاع والعودة للمفاوضات مرة آخرى
وبعد أيام كبيرة من المشادات والاشتباكات العنيفة، صرح البرهان، يوم الإثنين الموافق 14 أغسطس 2023، أن الجيش السوداني يدعم شعبه وسيواصل ذلك حتى إجراء الانتخابات نزيهة وحرة في البلاد، ولم نكتفي بذلك فقط، بل سنقيم احتفالات النصر في السودان على المتمردين في القريب العاجل، مشيرًا إلى أن ميليشيا الدعم السريع ظهرت نيتها تجاه سيطرتها على السلطة وغدرت وخانت العهد، واصفاً إياهم بأنهم «يزيفون الحقائق».