وأنا جالسٌ بين الحاضر والماضي.
أفكر: في الغياب.
لِملايين المكتظين بين الحنين
والعدم.
كيف مروا عبر الذاكرة؟
وأين نزلت بهم محطات الغياب
بإتجاهنا؟
هل مروا مسرعينَ ولم يلتفتوا
للحنين الأعمى؟
أم أنهُ لَم يكن لديهم طينن كافي
للبقاء،فتعجلت قلوبهم؟
هكذا أفكرُ بالماجنينَ الذين كسرت
أغصان بلابلهم في مواجهة العاصفة.
نحن الذين اندفعنا كأمواج المحيط
العارمة، واصطدمنا بأحلامنا.
بين الشغف البعيد، والأفق الأجرد
بحسب كل رياح العالم.
غير أن الحنين لايسعه ناراً
كانت جمراً، نثرت فالريح
فأصبحت رمادا.
لم يعد فالغياب أصابع للتلويح
لكثرة المكتظين بالعدم.
لكن الحنين مازال يسكن هذا الغسق!
وهذا العدم محاط بكل الذين غابوا.
هذا وأنا أفكرُ : كان الصباح يبزغ من
قلبي أخرجتني من جيبي
مشدودٌ بخيوط الكلامات
إلى ورقة، لأعرف في أي لغةٍ أو وردة
سيسدد غيابهم طعنتهم العميقة في
قلبي.