زُرْقةٌ ناعمة !
لعلّ بعض قصائد الحبّ تنقذ أرواحنا من هذا المدى الذي يتفسّخ حولنا!
منَ الأزرقِ انهمرَ الضَّوءُ
ثمّةَ جِنّيةٌ تتلهّى بفَكِّ عُرا الصُّبحِ
كانتْ أصابعُها بُرهةً من أحاجٍ
ونرجسُ أهدابِها
ربّما أسبلتْهُ على موعدٍ للقاءْ
قضتْ ليلَها
تستحثُّ الكواكبَ
تغفو قليلاً
فتحلمُ أنَّ زهور َالحقولِ
تطرِّزُ فستانَها
والنُّجومَ
تهمُّ تغادرُ صدرَ السّماءْ
على مَهْلها دندنتْ لحنَ صَبْوتها
فاستثارت ْخيولَ البروقِ
التي هجعتْ زمناً
كي تُعدَّ مواقدَ شهوتها في الفضاءْ
أنا ما نسيتُ تأوّدَها
إذ تجيءُ على شَفَةِ الصُّبحِ
طافحةً بالرُّعودِ
كإحدى نساءِ الخيالِ
إذا لم يعدْ في الوجودِ نساءْ
وتنظرُ مرتابةً بالنَّسيمِ يداعبُ غرّتَها
ثم تصغي لوقْعَ خُطاها
على مَفرِقِ الوقتِ
تَذكرُ دقّاتِ قلبِ مولَّهها حينَ جاءْ
هيَ امرأةٌ
أيقظتْها اليماماتُ من وسَنِ الفجرِ
جالتْ بأهدابها نحوَ مدِّ السَّحَابِ
وهمّتْ لتنهضَ
سالَ النُّعاسُ على كتفيها
وفكَّ رباطَ القميصِ
وسحَّ
على ضوء نهدينِ من مرمرٍ وبهاءْ
تقولُ :
هو الأزرقُ النَّبويُّ
يليقُ بما اكتنزَ القلبُ من فتنة النورِ
ما قطَّرتْهُ الغزالاتُ من ركْضِها
في سهوب الصفاءْ
وتضحكُ
ينسابُ وهْجٌ شفيفٌ
على زَغَبِ العنْقِ
يرتجُّ ظلُّ السَّتائرِ
يمشي على الماءِ منذهلاً
آخرُ الأنبياءْ
قبيلَ الدُّخولِ إلى عتباتِ التَّنهُّدِ
شجَّتْ رُؤاها الحقولُ
وحطَّتْ كواكبُ من فِضَّةٍ
فوقَ بابِ المدينةِ
سارتْ قلاعٌ إلى مجدِ تاريخِها
في زمانِ الخيولْ
زهورُ الحدائقِ غضَّتْ تباريحَ ألوانِها
واستعادت رؤى الصّمتِ حبّاً
لكيلا تقولْ
سوى زُرقةٍ
قد سرَتْ في أديم الهواءْ
تَمورُ
وتَرشقُ أرواحَنا بالنَّسيمِ
أشارتْ لهودجِ هذي الحياةِ:
ألاَ سِرْ بنا
فاهتدى لخُطاهُ المُضيئةِ
ممهورةً بالسناءْ
فجاوَبَ رَب ٌّبعيدٌ
بصوتٍ كما الرَّعدِ:
سيّدتي
على هذهِ الأرض
ما يستحقّ البُكاءْ !