آخر الأخبار

عصافير على وسادة أبي للشاعر عمران علي

كان لأبي وسادة وثيرة

وفي غيابه الآسر

كنّا نتبارى على عميق نومها

كانت تخصّ عصافيره البررة

وقسمات براريه

كان كثير الترحال

وأمي ما ترددت بابعادها عنّا

عن تزاحم القمل برؤوسنا

كان أخي يتحايل على أحذيته

ويخفيها عنه حين سفرٍ

يغوي بها أساتذته

ويكيل المديح لبلد المنشأ 

أبي الذي يزورني بالمنام

لايكف عن وسامته

حين كنت صغيراً

كان يمرر أصابعه بين شعري

لتتدفق من تلقاءها أنهار غبطتي 

فلا أنبس بأي أنحدار أمتثل

ليتني أخبره ذات حلم

بأنه نسي أصباغها بين يديه

وأخفاها بعيداً عني

وبذا أستحوذ على صباي

ليته يخبرني أينها تلك الوسادة

وسر أسرافه في أسرابها

رحلت أمي أيضاً 

وماتجرأت يوماً بالسؤال عنها

كل ماهنالك

خشيت أن أفقد راحتي أبي

وهو يمسد تجعيدة شعري

ويقتلع عن رأسي الخرنوب .