آخر الأخبار

يا عرب أهلاً للصحفي محمد عزام

ياعرب أهلاً:

مولانا القطب الأوحد.. والأشباه

محمد عزام

اللهم اجعل كلامنا خفيفاً عليه، وعلى من يدورون في فلكه.. يبسملون ويحوقلون طلباً لرضاه قبل عطاياه.

مولانا القطب الأوحد ثائر.. يركل الأرض بحوافره، ويهدد بالويل وخراب ما تبقى من الدور، في ذلك البلد الذي تجرأ وقال أنه مَلّ امتداد المعاناة، دون أن يلوح ضوء في نهاية النفق.

وقلنا حمداً لله.. أننا لسنا في البصرة أو كربلاء.. ولن نتعرض للهلاك؛ لأن الجغرافيا تقف في صفنا، والأرض التي ندب عليها أبعد من أن تكون في مرمى ضرب النار.. وكنا واهمين.. إذ يبدو أن القطب الكوني الأوحد له أشباه هنا.. لا يسمحون بتعكير المزاج.. أصابتهم هم أيضاً عدوى الركل والتهديد بجز الأعناق.. لأن نفراً تجرأ على "فعلة" هي أم الكبائر في أعرافهم.

على ماذا تجرأ ذلك النفر؟!

راودته وأنفار آخرون.. رغبة ظنوا أنها ستلقى استحساناً لا ركلاً.. قالوا نحن بحاجة إلى خيمة تجمع أبناء "يعرب".. تخفف عليهم وطأة الاغتراب، ويحتمون في بطنها من الصقيع "الفيناوي".. يحيّون بعضهم بـ "سلام عليكم" بدلاً من "جروس جاد" التي هشمت مقدمة ألسنتهم.. خيمة تحت سقفها يتسامرون وتوادون، ويعودون المحموم، والذي يقرقر من الصقيع.. ويرشفون لبن الناقة.

لكن فكرة الخيمة لم تلق استحساناً كما ظنوا.. عكرت البحيرة الآسنة التي تحوط البلاط الامبراطوري.. وانحرف بسببها مزاج أشباه القطب الكوني الأوحد.. فأطلقوا عسسهم يتقصون الخبر، ويفتشون عن من وراء الحكاية.. ولما تيقنوا أن الخيمة استقامت أركانها على غير هواهم، وضربت أوتادها في الأرض.. تحركت غضبتهم وأخذوا يعيثون في الأرض فساداً.. يقرصون أذن هذا، ويشكون بالدبابيس مؤخرة ذاك.. ولا مانع من فك أطراف الكيس لآخر.. المهم أن يصرفوا القوم من الباحة حتى لا تأخذهم أقدامهم إلى بطن الخيمة.

سأل سائل والحيرة معلقة بين حاجبيه: وماذا يغضب في أمر كهذا.. إنها مجرد خيمة؟!.

أجاب مجيب: ولكنه المزاج القطبي الأوحد.. لا حق لأحد أن "يرتكب" أفكاراً صائبة أو خائبة إلا بعد استئذان.. وأم الكبائر "فعلته".. لو خرجت الفكرة إلى العلن دون مباركة أو حتى هزة رأس بأن لا مانع لدينا.

مولانا القطب الكوني الأوحد.. أصحاب المعالي الأشباه.. حنانيكم.. الكون بخير، والدنيا تدب فيها العافية ويسودها الرضى.. بهيمنة سلطانكم.. ولا مدعاة لتعكر المزاج إذا وجد هنا أو هناك بعض من جبلوا على حب التمرد على سلطان السلاطين، وطبعوا على مخالفة "البرتوكولات" القطبية.

آذانهم لن يوجعها القرص فقد جمدها الجليد.. ومؤخراتهم لا تحس شك الدبابيس بعد أن تيبست من طول الجلوس على الكراسي الخشبية، ولم تعرف نعومة الوسائد.. وكيس جلالتكم لا يغريها ما فيه؛ لأن احتياجاتها لا تتجاوز ثلاث حبات "ماروني" في اليوم لمقاومة الصقيع الذي يلف المدينة.

مولانا القطب الكوني الأوحد.. أصحاب المعالي الأشباه.. الخيمة توطدت دعائمها لأن الحاجة إليها أكبر وأعظم من رغبات الأقطاب أو الأشباه.

تركلون الأرض أو تغرسون قرونكم في مقدمة المترو.. الخيمة قامت لأنها ببساطة ضرورة لا يلغيها مزاج السلاطين.