رغيف الحلم
لا تقطُفوا ثمارَ النَّومِ... من عينيهِ
دعوها تنضُج برفقٍ
على قارعةِ الرَّصيفِ
فقد استوطنَ الياسُ أرجاءَ مُقلتيهِ
تقمَّر الكعكُ سارقاً بِخُبثٍ...
سُمرَةَ..... وجنتيهِ
واستعارَ الصقيعُ زُرْقَةَ الحِبرِ
ليُلوِّنَ بريشةِ الرّجفةِ... شفتيهِ
ذنبُهُ من الحياةِ أنَّهُ وُلِدَ على أملٍ
عند أطرافِ البؤسِ... فقيراً
اختمرَ عجينُ آلامِهِ ووحدُها أحلامُهُ
في مَعجَنِ الذُّلِ.. ما زالت فَطيراً
وبراءةُ أطفالهِ المجرّدةِ من معاني الفرحِ
تسْتُرُ عورَةَ شقائِها... بدمعةٍ
تلاعبُ الهناءَ المستحيلَ والممنوعَ
تلهو بالضَّياعِ ليمُرَّ الوقتُ المستقطعُ
ما بين جوعٍ.... وجوعٍ
أطفالُه يركلونَ صقيعَ الحاجةِ ... كطابةٍ
في فناءِ قصرِ عذابهِ الرحبِ المُنيفِ
يا حكامَ السّوءِ... في بلادِ العزِّ...
تبا لكم.... سقطت عنكم
القابُ السِّيادةِ والسَّعادةِ والمعالي
عند أطراف ثوبِه الأسودِ البالي
وتحللتْ....... تحت نِعالِ خُفِّيهِ
وشقائِه... الحُرِّ الشريفِ
فالفرقُ كبيرٌ كبير ما بين بائسٍ يحيا
في كلِّ قرصَةِ جوعٍ سوءَ المصيرِ
وبين أنجاسٍ يتكالبونَ على حِصَصٍ
في الوطنِ الصغيرِ.....
لا توقظوهُ من غفوةٍ عَرَضيَّةٍ
لا تسرُقوا أحلامَهُ البيضاءَ ربَّما
يرى في الحُلم.... الرغيف