انتهت الحرب
وهذا الساتر الترابي
أصبح مقبرةً للرصاص الحي
والجنود التي تمترست خلفه
ستنقبُ طويلاً عنها
وبقلب عالم آثارٍ وصبره
تضعُ كل طلقةٍ في مكانها القاتل
ويوثق حدثاً يؤرخ سيرة حربٍ يتيمةَ
عاش أبطالها بعدها بحواسٍ
شاطتها نارٌ مخففة
أحدهم فقد حاسة السمع
ويتحدثُ بصوتٍ عالٍ
وآخر فقدَ بصره
بات منظاره مقلوباً
ومغروزاً مرةً بصدره
ومرةً بأرضَ قاسية
ستوضع البنادق في متحف الشمال
ويحل بعدها سيلٌ جارف
لن يقدر أن يجرف الساتر الهش
وإن نال بعضاً من قساوته
بقي الكثير منها جبالاً لينة
وحواجز عالية عالية ..
تنمو فوقها أزهار وسنابل وأوسمة
ولا أحد سيلتفت إلى لفمٍ أرضي وراءه
قطع ساق الضحكة البريئة