آخر الأخبار

الطفلة و الدولار و المعجزة

قصة الطفلة والدولار المعجزة..

 

كان هناك عائلة فقيرة تتألف من أب وأم، وولد وبنت صغيرين. وفي أحد الأيام مرضَ الصبيُّ فجأةً مرضاً شديداً. وبعد الفحوص المخبريّة، والتحاليل الطّبيّة تبيّن أنّه يُعاني ورماً في رأسه.

 

تحدث الوالد مع الطبيب المعالج، ثم عاد إلى البيت ليخبر أمَّ الصبيّ أنّ ابنهما في حالة حرجة، وأنه لا بدّ من إجراء عمليّة جراحيّة باهظة التّكاليف له، وأنّ الصّغير لن ينجو دون “معجزة”!!

 

كانت البنت الصغيرة في هذه الأثناء تسترق السمع إلى حديث والديها، فأسرعتْ إلى غرفتها، وفتحتْ حصّالتها لتجدَ فيها دولاراً واحداً. فأخذت الدّولار وتوجّهت إلى أقرب صيدليّة، ووقفتْ تنتظرُ أن يفرغ الصيدليّ من الحديث مع رجل موجود فيها، ولما طال الحديث بينهما، وضعت الطفلة الدولار على الطاولة بغضب، وقالت للصيدليّ: أعطني معجزة.‼

 

قال لها الصيدليّ: ألا ترين يا ابنتي أنّي مشغول بالحديث مع أخي الذي لم أره منذ سنين! ثم أردف قائلاً: ومن قال لكِ أنّي أبيع المعجزات؟

 

تدخل عندئذ شقيق الصيدلي قائلا لها باهتمام: حدّثيني عن المعجزة التي تريدينها.

 

فقالت الطفلة ببراءة: لا أعرف، ولكن أبي قال لأمي أن أخي يحتاج إلى معجزة كي لا يموت! فهل يكفي هذا الدّولار ثمناً لها؟

 

قال لها مبتسماً بصوت دافئ : دولار واحد هو ثمن المعجزة بالضبط! ولكن عليّ أن أرى أخاكِ أولاً .

 

لم يكن هذا الرّجل إلا جرّاح الأعصاب الشّهير “كارلتون آرميسترونغ Carlton Armistrong”. وقد ذهب مع البنت إلى بيتها وقابل أبويها وراجع الفحوص المخبريّة والتحاليل ثمّ قال لهم: أنا سأُجري له العمليّة في مشفاي.

 

وبالفعل قام الطبيب بإجراء عمليّة ناجحة للصبيّ، ولم يتقاضَ أكثر من الدولار الذي أعطته إياه البنت. ثم علّق الدولار ضمن إطار على أحد جدران عيادته وكتب تحته: هذا الدولار ثمن معجزة.

 

 الإحساس بالآخرين ومساعدتهم هو ما يميزنا كبشر..