آخر الأخبار

غداً عندما تنتهي الحرب للشاعر علي الجندي

غداً......

عندما تنتهي الحربُ

وتنطفئ النيرانْ

سيبقى الدخانْ

يلُفّ المكانْ

ويرسم صورةً في السماء، لمدائن أخرى،

 كانت تغني حتى الصباحْ

وتصحوا على عبق الياسمين والأقحوانْ

مدائن صارت بقايا بيوتٍ وقصرٍ

وشاخصاتٍ،

 تدلّ على ساحةِ المهرجانْ

غداً.....

 عندما تنتهي الحربْ

ستبقى عيوننا معلقةً به

كلما التقيناهُ ، وقد دفع قسطاً ، من ثمن الحربِ

يداً أو رجلاً أو حتى قلبْ

غدا.... 

عندما تنتهي هذه القذِرهْ

ستبقى قلوبنا لاهثةً .. حدّ التوقفِ

كلما رأينا حائرهْ

لم تسمع عن ولدها المخطوفِ خبراً

ولا زالت تنتظر كل مساءٍ 

من يأتيها بالمخطوفِ 

أوأن يأتي خبَرَهْ

غداً....

عندما يحلُّ السلامْ

سنبقى نذرفُ الدمعَ

كلما رأينا طفلاً

يبيع اليانصيب أو يمسح للسادة الأحذيهْ

أو رأينا طفلاً على الرصيفِ ينامْ

لأنه فقد الأبَ وصدر الأمِّ والمأوى وحسنَ الختامْ

والأمنيهْ

غداً....

عندما يرِفرف فوقنا هذا العَلمْ

كم نستطيع العيش بين هذي الأمهات

بين تلك الأممْ

نحنُ الذين لبسنا الدروع ودخلنا القوقعه 

 و أيام الكيمياءِ لبسنا الأقنعهْ

ونسينا القسمْ

غداً ....

عندما تصبح الحروب حكايا شتاءْ

كم سنةٍ يلزمنا لنُخمِدَ جمرها الكامن تحت الرمادْ

لنستيقظ بعدها ، كأهلِ الكهفِ 

وننهي طقوس الحدادْ