خلقتْ منَ الضوءِ .. أغنياتْ
.....................................
عيناكِ جُرمٌ حديثُ عهدٍ
يُصيِّرُني نجما" تائهاً في مدارهما
كزرقةِ بحرٍٍ عَالي الموج
تَتجاذَبني
عشقا" مغَرقا" ..
ليتَني كنتُ الماءَ
والسَّاحِلَ ..
بلاَ جزعٍ أَحتضِنُ موجكِ
أسَايرُ الشِّفاهَ مَداًّ وجَزراً
على ضفاف الوجدِ الغريق
ينسكبُ الهوى ..
ضَعينِي عطراً يفوحُ أغنياتٍ
بينَ قبتَي نهديكِ ..
رَاقصينِي في أريجِ الليلِ
حتى منتصفِ الفراغِ
أو مطلعِ بزوغِ الحلمِ
وكأن الهمسَ موسيقَى
تُخرجني كُلِّي منِّي ..
أختلجُ من وحيِ مَلامحِك
جُلنارَ الشعرِ ..
من أين أبدأُ ؟
لأقَلِّب شَعركِ
خصلاتِ ليلٍ يحلمُ بضوئِكِ؟
من أيِّ الزمردِ امتزجَ طينُكِ
من أيِّ الرسالاتِ
بُعثْتِ؟!
أصَابعي مشطٌ ..
يداعبُ حريرَ المدَى العبثِّيِّ على جيدِكِ
أو عندما توَّجْتِ الكرَزَ على شَفتَينِ
كأنهما السِّراطُ ..
وأنا الغارقُ فِي الخَطيئةِ
مُذْ أبصرتُ في وجهكِ ألفَ غيمةٍ مُحتجَزَةٍ
صارتْ طليقة
كلِّي مطرٌ ..
أَرانِي سَحَابتانِ
علَى شاكِلةِ قِرطَيْنِ
كأنهُما أجراسُ كنائسَ
في صمتِ مدينةِ اللهِ الخاليةِ
إذْ كانت الأَناشيدُ
في لغةِ المغرمينَ فاحشةً
يتساقطُ العشاقُ ..
أملاً موحشاً طرائدَ ضَّغِينةِ
إلا أنَا ..
أميلُ حيثُ رضابُ القبل
أطوفً ناسكاً ..
أسْتلهِمُ من الغَنجِ
جنةَ الشغفِ الموعُودةِ
أطيرُ كحلُمٍ وحيدٍ
عند بدءِ أولِ غوايةٍ
في الكأسِ ..
أُخرجُ كلِّي لحناً
علّ صوتَكِ يُرَتلنِي
أَعِيرينِي صَداكِ ..
لأعاصِرِ المَزاميرَ المبحُوحةَ
في حفيفِ القصَبِ ..
قوامكِ نخيلٌ ..
لا يمارسُ لعبةَ الانحِناءِ
هكذا أراكِ راسيةً على رُوحِي .