الطلاسم
كتب الشاعر المهجري "إيليا أبو ماضي" فصيدة "الطلاسم"، شَككَّ فيها في كل شيء حوله وبنفسه، فهو لا يدري من إين جاء ولا إلى أين هو ذاهب اختلطت الأمور عليه. هل هو يمتلك أمر مصيره أم هي قوّة مؤثرة خارجة عن إرادته؟
هل الإنسان والكون أزليين أم محدثين في هذا الوجود.. هو "لا يدري" .. ؟
هنا يتصدى له، شاعر ورجل دين "يدري"
هو المطران السرياني الجليل المتنيّح "بولص بهنام"، ويفنّد كلمات الشك في قصيدته، ب "كلمات إيمان" نظماً، وقد كتب ما يلي، واقتبس: " قرأتُ هذه القصيدة منذ مدة طويلة وأنا أرجو معارضتها، لا إغاضة لأستاذنا الشاعر، ولا حباً بالمعارضة، ولا ليقول الناس أني أقارع شاعر المهجر الكبير في ميدانٍ بزَّ فيه كثيرين من الشعراء، بل لكي أُظهر لمن يقرأ هذه الأبيات، هذه الشكوك وأحذره من أن تتسرب إلى نفسه. فاسمعني يا قارئي العزيز في هذه الأبيات، النقرات الصغيرة المفعمة بالأمل والرجاء والإيمان
"ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا".
إذاً في "الطلاسم" مواجهة بين "كلمة شك"
و"كلمة إيمان" في مقاطع تكون على شكل سؤال (س) وجواب (ج):
س جئت لا أعلم من أين؟ ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشياً إن. .شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئتُ كيف . . . أبصرتُ طريقي
لست أدري
ج أنا في الدنيا وأدري كيف للدنيا أتيتْ
قد رأيت الدرب قدامي ضياءً فمشيتْ
وسأبقى ماشياً في النور هذا ما رأيتْ
أنا أبصرتُ بعين العقل والقلب طريقي
أنا أدري
س أجديد أم قديم. .أنا في هذا الوجود
هل أنا حرّ طليق . .أم أسير في القيود
هل أنا قائد نفسي. .في الحياة أم مَقود
أتمنّى أنني أدري . .ولكن
لست أدري
ج ولئن كنت جديداً ..أم قديماً في الوجودِ
فأنا حُرّ طليق . .منذ حطمتُ قيودي
كيف لا أدري سبيلي وأنا في النور أمشي
أنا أدري
س وطريقي ما طريقي . .أطويلٌ أم قصير
هل أنا أصعد أم أهبط فيه أم أغور
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير
أم كلانا واقف والدهر يجري
لست أدري
ج وسواء دربي وعر أم طويل أم قصير
أم أنا أصعد حيناً أم أحايين أغور
أمشي في الدنيا أواناً ثم للخلد أسير
إنني أمشي ومثلي هذه الأدهار تجري
أنا أدري
س أتراني قبل أن أصبحت إنساناً سويا
أتراني كنت محواً أم تراني كنت شيّا
ألهذا اللغز حل؟ أم سيبقى أبديا
لستُ أدري ولماذا لست أدري
لستُ أدري
ج مذ براني الله ربي كنت إنساناً سويّا
سكب النور بقلبي فغدا قلبي ضويّا
وحياتي ووجودي ليس لغزاً أبديّا
إنني أدري لماذا صرتُ أدري كلّ شيء
أنا أدري