لن أذهب إلى كلية الطب البشري .. يا أبي!

فأنا أخشى الأدوات الحادة..

أخشى عيون المرضى و آهاتهم..

و لا تجبرني على دراسة الهندسة المعمارية..

لا أحب تصميم البيوت ولا الأبراج..

لا الفنادق و لا دور الأوبرا..

أحب أكواخ الجبال و خيم البدوان.. الرحل..

لا ترسلني في بعثة علمية إلى القاهرة...

لن أجري دراسات هناك عن أهرامات الجيزة.. أو البنية الصخرية لرأس أبي الهول.. هذا كله لن يفيد في تحسين صورتنا أمام العالم..

و لا تحاول إرسالي إلى الكلية العسكرية..

تعرف أني أكره الأسلحة و الحروب و رائحة الرصاص..

اتركني أرحل في الدروب الخضراء..

أريد تذوق فاكهة الحياة..

وحدي..

أتعلم.. من الناس.. من البسطاء.. من الجنود المصابين.. من المحاربين القدامى في ساحات الحياة..

أتعلم منهم كيف أرتق جروحي.. و أصمم برجاَ لأحزاني.. كيف أنقّب عن وردة الحب تحت الركام... و أشهِر قلبي في وجه الحرب.

..

مريم.....