رسالةٌ إلى أمي
--------------------
ما عَدتُ بريئًا يا أمّي
كما كنتُ من قبل
فقد صرتُ أختلسُ النظرَ إلى امرأة
تقضي نزهتَها على سطحِ المنزل
وأسترقُ السمعَ إليها
وهي تحدِّثُ جارتَها
لم أعدْ أدخنُ في الخفاء
خوفَ أن يضبطني أبي
متلبسًا بالدخان
بل تظلِّلُني اليومَ أينما ذهبتُ
غيمةٌ شعثاءُ تخرجُ من فمي
لا تجيدُ المطرَ
أصبحتُ أغني أثناءَ الاستحمام
بصوتٍ تسمعهُ الجدران
وأنا الآنَ لا أتلعثمُ كثيرًا
حين أردّ التحيةَ
ولم يعدْ ينامُ الهواءُ طويلًا
على شفتيَّ في حضرةِ امرأةٍ فاتنة
لكنْ أصدقكِ القولَ يا أمّي
ما زلتُ أتلفَّتُ أثناءَ المشي في الشارع
مثل طائرٍ كسيرٍ تلاحقهُ الكلابُ
وما زلتُ أغرقُ في شبرٍ
من الماء