عُـــدْ إلــيَّ
=======
لأنيَّ ألفُ أُحِبُّكَ
إرحل منّي!!
حتى تستمر الشمسُ
بمغازلة الرُّبى...
وتستمرّ الريحُ
بمعانقة الشجر...
وتبقى الضفافُ
تلاحق الأنهار
والأمواجُ تهمي
على الشطآن
تلثمُ الصخرَ فيها
وتحتضنُ الحجرْ...
* * *
لأني - يا أعز الناس -
باقيةٌ على حبنا
سأحبسهُ في
رحم المحارة
وأخبئهُ... هناك
في أحضان البحرِ
بعيداً عن عيون الشمس...
ولاتحاول يوماً
أيها الغائب دوماً
والحاضر... أبداً
أن تسألني
بعد عمرٍ... من الغربة
وإذا ما جاءَ
وقت الحسابْ
"من سرّبَ قصتنا
وطبعها في...
دواوين الحبْ؟!"
فالبحّارُ الذي
اصطادَ محارتنا
متسربلاً برثِّ الثيابْ
تاجر باللؤلؤ
الذي نزفناهُ يوماً
من عيون العذابْ
بعد إغراقِ
مركبِ أسئلتنا
في لحظةِ عشقٍ
وثمالةٍ
في عصرِ الخرابْ...
* * *
ولاتتعجّب
أيها البعيـــدُ... القريبُ
إذا سمعتَ يوماً
"قصتنا"
تغنيّها العصافيرُ
لكل البشرْ...
فأنا - ياسيدي -
قد دوّنتُ
مذكراتي - آسفةً -
على أوراق الشجرْ
وكنت أجهلُ حينها
أن للعصافير ذاكرةً
وأن الله في السماء
علّمها قراءة
سمفونيات الحب
الخضراء...
* * *
فلا تطلب من البَحّارِ
أن يرمي المحارة
ويمتطي البحرَ
ويظلّ فقيراً!!..
ولاتطلب من الله
- لأجلكَ -
أن يمحوَ
ذاكرة العصافير!!
لأنيِّ ألفُ أُحِبَكَ
لا تطلب
منيَّ الكثير..!!
ولأن كل العيون
تشــــتاقُكَ
عُــدْ إليَّ
فالعمر بعدكَ
مستحيـــلْ!!
*ســـــنا الصباغ*