الفرقُ بين أن تملكَ ، وأن تتملكَ هو ليسَ تاءً فقط. بل : هو تاءٌ من طبيعةِ الأنثى تجعلُكَ في كيانها رجلاً.. الرجلَ الأوحدَ .. هو أن تنظرَ إلى أنثاكَ المشتهاةِ ، وتسعى بما أوتيتَ من " رجولةٍ " أن تفهمَ كلَّ إشارةٍ تطلقُها على أن تتذكرَ أن أعمقَهُنَّ و أصدقَهُنَّ هنَّ القديراتُ على لغةِ الصمتِ ، والمتمسكاتُ بمَنْ هو قادرٌ على فكِّ رموزِها ، والانصهار ِبها حتى يَخرُجَ بقلبه ذهباً خالصاً ، وإن خفُتَ بريقُهُ .. هو أن تكونَ بصبرِ الترابِ الذي يحتضنُ نباتَ ( البامبو ) حتى يبزُغَ و يمُدَّ صدرَهُ في نَهَمٍ للحياةِ بعد طولِ تأنٍّ .. هو أن تراها تتكوَّرُ مرتعدةً في عمقِ نفسها ، وتتقدَّمُ ببطءٍ هامسٍ حتى تأنسَ لشمسِكَ مرّةً ، ولأمطارِكَ مرةً ، واحبسْ رياحَكَ بعيداً عنها ألفَ مرّةٍ ، ولا تقْرَبْها ببرقٍ ورعدٍ ، ولا غَيْظٍ مرةً . هو أن تسافرَ يدُكَ إلى خدِّها بسرعةِ ذوبانِ شمعةٍ ، حتى إذا أحاطتْ بها العتمةُ بعد هذا رأتها بقربِكَ نعمةً .. هو أن تراكَ بذاتِ اليدِ ، تزيحُ الهمومَ عن قلبها ، ولأنكَ تفعلُ هذا ، تُغنِّي طرَباً ، وبيدِكَ الأخرى تقيمُ سدّاً تحبسُ وراءَهُ ما يطوفُ من متاعبِ الحياةِ ، ويُعكِّرُ صفوَ روحِها ، ويصيرُ ارتجافُها من فَرْطِ نشوةِ الحياةِ رقصاً لا يحزَنُ ولا يهدأُ ...
فداء البعيني